الأدان فى مالطة

الأدان فى مالطة
أنا اللى من غلبى باهاتى
لشباب بلدنا ويوماتى
أهدى نصايحى وأبياتى
وأقولها بالزجل الآتى
ياشبابنا مالك مال حالك
مش قول دى باينة أفعالك
والحالة صبحت أفعى لك
والموجة طايحة وم العاتى
أمور بتشبه للهذيان
وعقلى بالفم المليان
يصرخ فى إخوان الشيطان
سيبوا الشباب عايش ذاتى
دلعك فى إبنك صار شمام
بغل الوسية وماله لجام
وده نتيجة أكل حرام
ياإما أصله كان واطى
صرماح وداير على راحته
فارض سألته وبياخته
يخدش حيا أمه وأخته
على كل ناصية وفلاتى
وآدى البنية بتتقصع
وصدرها أرنب برطع
جنب المراهق تتمطع
والشاب كالفحل حراتى
وشاب إدمانه الخمرة
ليلاتى يشرب فى السهرة
حياته صبحت نار جمرة
تشوى الشباب المزاجاتى
وشابه مايصة وسنيورة
دايماً فى شط المعمورة
بمايوه فى حتة مهجورة
وعاشقة واحد عجلاتى
وواحدة تصبغ خلقتها
ساعة ما تخرج من بيتها
وكاشفة معظم جتتها
توب الحيا داب يا خواتى
وام العيون سودة بغماز
وجسمها سوسته بهزاز
رموش عنيها تقول ألغاز
وتقول باعيش حرياتى
سلوك يشينها ويهدمها
ولا حد قادر يحكمها
ولا أب يمسك فى لجامها
والمهرة ع الموضة ذواتى
واللى بيقرا ياما يشوف
كتب أدب جنس ومكشوف
توصف قوام مرمر ملفوف
بالسنتى من فوق للواطى
وان ضاع شبابك يابوراضى
وانت لحالك مش فاضى
تبقى انت على نفسك قاضى
طول ما انت فى النومة بياتى
ياريت تصحصح لأصولك
وأنا اللى ناصح بدعيلك
ويوماتى أزعق وأناديلك
وكأنى فى مالطة باهاتى
راعوا الشرف ويا السيرة
ياشبابنا أخلاقنا ذخيرة
تمحى لنا أشواك الحيرة
وبرد أيامنا الشاتى
وأصلى ع الهادى الأمجد
طه اللى هديه كان أخلد
كان شاب صالح واتعبد
ونوره بدد ظلماتى
واحمد إلهى وأفضاله
وأصلى ع الهادى وجاهه
القدوة لينا بأفعاله
يارب واقبل دعواتى

الشاعر .. محمد زهيرى

الصحبة السعيدة





المقولة اللى بتقول


إن إندماج الإثنين فى واحد هو أكبر الشواهد على عمق الحب وحسن الصحبة وسلامة المعاشرة

هى كذبة عظيمة وثمرة تطبيقها نكبة مؤكدة وكارثة ليست فى الحسبان

أولا لأن الإندماج مستحيل ولا يمكن لاثنين ان يصبحا واحداً

الله خلق كلاً منا فرداً مفرداً فريداً منفرداً

وكل منا يولد وحده ويمرض وحده ويتألم وحده ويشيخ وحده ويموت وحده ويلقى الله وحده ويحاسب وحده

" ذرنى ومن خلقت وحيدا "

" وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً "

الفردية هى حقيقتنا

والتعاطف والمشاركة الوجدانية والمواساة شىء غير الإقتحام والغزو والإدماج

التعاطف هو الحياة معا

والإندماج هو أن يقوم أحد الطرفين فى أنانية بإلتهام الآخر وهضمه وإستيعابه

بحجة أنه يجب أن يكونا واحداً لا أسرار ولا خفايا ولا خصوصيات

واللى فى جيبى فى جيبك .. واللى فى بطنى فى بطنك

وينسى الذين يروجون هذا الكلام أن انتهاك الخصوصية هو أسوأ أنواع العدوان

وما يلبث أن يتحول الإثنان إلى ألد الأعداء

لابد من إحترام المسافة التى تحفظ لكل فرد مجاله الخاص

وكينونته الخاصة كإنسان مستقل له الحق فى أن يطوى ضلوعه على أى شىء

وما يتصوره البعض إندماجا يولد فيه الحبيبان هو فى واقع الأمر تصادم مهلك يهلك فيه الإثنان

فلا يمكن أن يصبح الإثنان واحداً إلا بعمليات بتر وتمزيق وزرع أعضاء

وتكون النتيجة أن يرفض كل جسم العضو المزروع كما يحدث فى حكايات زرع القلوب

ويموت الإثنان

الحرية



أغلى أمل فى الدنيا هو الحرية


الطفل يحلم أنه يلعب فى حرية

البنت تحلم بأنها تحب فى حرية

الرجل يحلم بأن يعمل فى حرية ولكن الحرية نفسها لا تكفى

الحرية تطالب بدينها بإستمرار تطالب بالمسئولية , تطالب بعبء تحمله
وإن لم تجد عبئا تتحول هى نفسها إلى عبء لا يحتمل ولا يطاق

الجندى البسيط إذا جاءته ليلة القدر .. وقالت له إذهب أنت مارشال

أنت قائد حر التصرف فى الجيش كله

من الآن أنت مطلق من كل قيد ومن كل أمر

من الآن كلمتك أنت هى الأمر

لا أحد يقرر لك مصيرك

ولا أحد له الحق فى أن يصدر إليك تعليمات

أنت من الآن مصدر لكل التعليمات
ومقرر لكل المصائر

لو حدث هذا للجندى البسيط

فإنه سوف يصاب بالذهول

ثم يصاب بالخوف

ثم يرتعد من هول الموقف

إن كل كلمة يقولها يمكن أن تقرر مصير الجيش كله

ومن يدريه أنه لن يخطىء التقدير

إن جسامة المسئولية تشل عقله من الخوف

وهو سوف يرفض هذه الحرية
وهذه هى مشكلة الحرية

إنها مادة ثمينة جدا ولكنها خطرة

مثل مادة الراديوم أغلى من الذهب والبلاتين

ولكنها مدمرة محرقة

تشع إشعاعات قاتلة

وهى تستطيع أن تشفى من السرطان

ولكنها يمكن أن تسبب السرطان

إذا لم يعرف الطبيب كيف يستعملها

الحرية بدون أهداف وبدون برنامج وبدون غاية تبذل من أجلها

عبء ثقيل

أول من ستشقى بهذه الحرية هى المرأة نفسها

إنها ستبكى من العذاب إذا كان لها عشيقا واحد

وستبكى من الملل إذا كان لها عشرة عشاق

وستبكى من الهوان إن طلقها زوجها

وستبكى من الندم إذا تشرد أولادها

وستبكى من الوحدة حينما تبلغ سن الأربعين وتترهل

وينفض من حولها من العشاق

وتفتقد دفء البيت

وستكتشف ان هذا البريق الذى كانت تجرى خلفه لم يكن الحرية

وإنما كان عبودية غرائزها .. وقيود أنانيتها

أيام زمان

لم تكن المرأة فى حاجة إلى أى مجهود لإجتذاب الرجل

فهو دائما مجذوب من تلقاء نفسه

يتلصص ورائها من ثقوب الأبواب

ويقف ملطوعا بالساعات فى الشارع على أمل أن يظهر ظلها من خلف شيش النافذة

كان مجذوبا لأنه لم يكن يعثر لها على أثر

كان يعيش فى عالم كله من الرجال

ويعمل فى عالم كله من الرجال

وكانت المراة شىء شحيح نادر لا يظهر فى الطرقات

ولا يظهر فى المدارس ولا المكاتب

وإنما يختبىء فى البيوت داخل عباءات وملاءات وجلاليب طويلة

ولم يكن هناك طريق للوصول إليها سوى أن يتزوجهاعلى سنة الله ورسوله

بدون بروفه وبدون معاينه وبدون كلام
ولكن الظروف تغيرت تماما

خرجت المرأة من البيت إلى الشارع

والحقيقة نحن الذين ضحكنا عليها وأخرجناها بحجة الحرية والتحرر والنهضة النسائية

لنتمتع برؤيتها ببنطلون مقسم

وصدر عريان

وأخيرا بالمايوه

كل ده ببلاش

بدون زواج وأزحنا عن كاهلنا نصف أعمالنا ووضعناها على أكتافها

وتعالى جاء دورك يا شريكة العمر

وصرخت شريكة العمر

فقلنا عيب

فين الكفاح ؟

أنتى إمرأة عظيمة مكافحة

بطلة

إنسانه حره

ولدت حرة .. وتعيشين حرة

ولا نستطيع أن نحتكر شرف العمل والكفاح لنا وحدنا

لقد جاء الوقت الذى تنتزعين فيه راية الحرية الكفاح والعمل من أيدينا

ونتيجة هذا التطور

بدأنا نشبع من رؤية النساء بالروج والبودرة والشورت والمايوه

شبعنا من رؤية الكوارع الضانى التى كان اللعاب يسيل عليها فيما مضى

ويدفع الشاب جريا إلى المأذون ليحظى بها

وبدأنا نستريح ونضع فى بطننا بطيخة صيفى

وهكذا فقدت المرأة هيبتها

وأصبحت قريبة وسهلة

وهذه السهولة أبعدت فكرة الزواج عن ذهن الشباب أكثر وأكثر

ولا مفر إذن من أن تتنازل عن تمنعها وتسمح بقبلة أو حضن ع الماشى

وتقول يا باسط

حكايات برمودا



أنا لخصت ليكم كل اللى قريته وشوفته عن مثلث برمودا فى الملف ده
http://www.mediafire.com/download.php?yqtten5kg0q

لكن اللى دخل دماغى بصراحة تفسير الدكتور زغلول النجار ..
" فلما تجلى ربه للجبل جعله دكاً "
هى دى الآية اللى بتحمل لغز مثلث برمودا والأقرب إلى العقل ..
ربنا قال فى كتابه " والجبال أوتادا "
الوتد بيبقى تلتينه فى الأرض والتلت على السطح زى الصورة دى كده



لما ربنا يدك الجبل .. إيه اللى هيحصل ؟
بالظبط كده ..
الجبل كله هيغوص كله فى الأرض ..
طيب إحنا عارفين إن الأرض كروية ..
وعارفين برضه إن الأرض كره مصمته ..
يبقى طبيعى لما الجبل يندك فى الأرض إيه اللى يحصل ؟
تمام ..
هيطلع من الناحية التانية كمية مماثلة للكمية اللى انزاحت نتيجة الدك ..
وربنا بيقول برضه " والسقف المرفوع والبحر المسجور " ..
اتفسر إزاى الكلام ده ؟
طبعاً إحنا عارفين إن باطن الأرض عبارة عن سوائل وحمم ملتهبة ..
والدكة هتسبب تحرك السائل الملتهب ده فى نفس إتجاهها ..
الجهة المقابلة لجبل الطور فى الناحية التانية من الأرض هو المحيط الأطلنطى ..
يبقى هيطلع من قاع المحيط إيه ؟
بالظبط
هتطلع الكمية اللى جبل الطور أزاحها ..
ركزوا بقى معايا فى الحتة دى ..
دلوقتى أنا قاعد فى بيت والبيت ده ليه سقف ..
وفيه بدرون تحت البيت ..
وانا فوق هيبقى سقف البدرون بالنسبة لى الأرضية ..
طبقوا بقى الحكاية دى على الأرض اللى عليها الجبل وقاع المحيط ..
الأرض اللى عليها الجبل هى سقف البيت كله ..
وقاع المحيط هو سقف البدرون ..
خلاص كده ..
نطبق بقى على الكرة الأرضية ..
الطبقة اللى إحنا عايشين عليها دى تحتها الطبقة اللى فيها سوائل ملتهبة ..
لما الجبل إندك ..
الطبقة المماثلة للطبقة اللى احنا عايشين عليها هى اللى خرجت من قاع المحيط ..
يبقى الطبقة اللى فاضلة فى قاع المحيط ايه ؟
بالظبط كده ..
الطبقة اللى فيها سوائل ملتهبة ..
يبقى السقف مرفوع لأن الطبقة اللى المفروض بنعيش عليها هنا اتشالت هناك ..
والبحر مسجور لأن أصبح قاعه ملتهب ويتقد بالنيران ..
كويس قوى
يبقى كده حصل خرق للأرض ..
وتحرك جزء من السائل المنصهر فى باطن الأرض خلال هذا القطر ..
وربنا بيقول
" يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض
فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان فبأي آلاء
ربكما تكذبان‏ يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران‏‏ "
ومن الآية دى يتضح لنا وجود قطر واحد للأرض على الأقل
من مجموعة أقطار للسماوات والأرض ..
والذى يقترب من منفذ هذا القطر يرسل عليه الله النار والنحاس ..
وهما من مكونات باطن الأرض الأساسية ..
وهذا هو الذى يحدث لكل من يقترب لهذه المنطقة ..
إذا دخل فى مجالها يجذب إلى مركزها ولا نجد له أثر .

فضيلة الشيخ أبو إسحاق الحوينى


من أراد أن يستمتع بهذا الدين حقاً .. فليستمع لهذا الرجل
ودى الأعمال اللى أنا بحبها ليه ربنا يجزيه عننا كل خير وبجد هتخسروا كتييييييييييييييير قوى لو ما سمعتهوش



سلسلة سلم الصعود


سلسلة مدرسة الحياة



سلسلة وقال المحدث


سلسة فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق
http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=139673


سلسلة زهر الفردوس



لقاءات خاصة مع الشيخ


وفى النهاية ..
موقع فضيلة الشيخ الحوينى
http://alheweny.org/aws

الصدق والكذب

الصدق والكذب



نشاطركم الأحزان

للفقيد الرحمة ولكم طول البقاء

دموعنا لن تجف حتى نلتقى

إلى جنة الخلد مع الأبرار

خسارتنا بك لا تعوض

ذكراك العطرة تملا قلوبنا

نرثيك وبدموع الحسرة نبكيك

تشرب سيجارة

متشكر بشرب إنجليزى

آدى حال الدنيا .. مين بيخلد

ساب فدانين وفيلا فى المعادى

مراته هتورث ع الجاهز

هى الولية التخينة اللى هناك اللى بتاكل بسطرمة

عينها تندب فيها رصاصة

كانت دايما تقول عليه نسناس

صورتك فى خيالى يا أبى لن تفارقه .. بنتك أمينة

نم بين أذرع الملائكة يا حبيبى ورحمة الله ترعاك .. زوجتك الوفية

الحزن يدمى فؤادى واللوعة عليك تحرقنى .. أختك أزهار

مين اللى بتعيط بحرقة هناك دى

واحدة ماحدش يعرفها ولا تعرفشى حد

بتلطم وتقول بنتى حبيبتى

بتعيط على حاجة تانية

كل واحد بيندب على نفسه

مراته بترقع بالصوت الحيانى

عشان تهضم البسطرمة

يا شيخ حرام عليك

هى دايما بترقع بالصوت الحيانى فى كل مناسبة

لما تضيع منها بكرة الخيط ترقع بالصوت الحيانى

لما يعطل الأسانسير ترقع بالصوت الحيانى

لما تقع كباية ترقع بالصوت الحيانى

بتقول يا سبعى .. ولوطلع من التربة تاكله وحياتك

أعوذ بالله إنت فيه بينك وبينها إيه

أصله كان دايما بيشتكى لى منها الله يرحمه

وكان يهرب وييجى يبات عندى ويقعد طول الليل يندب حظه

ويقول مافيش حد يخلصنى من الوليه النكد اللى بتصرخ ليل نهار دى

أهو ربنا خلصه

الفقى بيقرا وماحدش بيسمع .. وكل واحد بيهز راسه ويقول الله

حتى الفقى عقله فى حاجة تانية غير اللى بيقولها

صدقت .. لو كان عقله فى اللى بيقوله كان خشع شوية

حاجة عجيبة ! والله أنا صعبان عليا الميت

لو كنت أنا الميت دلوقتى كنت هبقى زعلان قوى على نفسى

تصور يعملوا لى شادر ومندبة وملطمة ويوزعوا قهوة سادة على روحى

ومافيش واحد فيهم بيفكر فى روحى

طاب كان لزمته إيه ؟.. ما يدفنونى وخلاص

إيه لزمته المورستان ده ؟

كل واحد عايز يحس إنه زعلان وإنه أدى الواجب

إنت عايز تنكد عليهم ليه يا أخى ؟

إنت عايز تموت على كيفك ؟

المأتم ده معناه كل واحد جاى يموتك على كيفه .. فاهم ؟

لا مش فاهم

أما تموت بإذن الله هتفهم

هكتب وصية إن ماحدش يقدم نقطة قهوة على روحى

شعاع الشمس تجسد فيك .. انت نور حياتى الذى لا يغيب

أنت فى سواد العين .. أنفاسك عطرى .. خيالك غرفتى .. ذكراك تاريخى

لن أنساك أبداً .... حبيبتك الحافظة لعهدك حتى الموت

تفتكر كانت بتحبه ؟

كلامها حلو

مؤكد كانت بتحبه ساعة ما كتبت الكلام ده

لكن بعد كده ما اعرفش

كل شىء جايز يتغير فى دنيا القلوب

بيسموها قلوب لأنها بتتقلب



أنعيش فى كذب دائم ؟

ألا يوجد صدق ؟

بل نحن نصدق دائما ولكنه صدق محدود

صدق لحظتها

كلماتنا عمرها عمر الرسم على الماء والنقش على الرمال

وهى فى العادة صادقة فى حدود هذا العمر القصير إلا فيما ندر


ألا يوجد حب باقٍ ؟

أحياناً

ولكن هذا الحب الباقى فى العادة تعجز عن حمله الكلمات

والذى يحب هذا الحب إذا حاول أن يعبر عن نفسه لا يخرج منه إلا كلام عبيط

أوعبارات بلا معنى

ماذا بعد يوليو ؟



منذ ثورة يوليو يحكمنا ثلاثة قادة عسكريين


ولكنهم كانوا جهلاء لا يعلمون كيف تدار أمور دولة وشعب

فهم عسكريين لهم الأمر

وإحنا الشعب علينا السمع والطاعة

ولذلك وصلنا لما نحن عليه الآن

يجب علينا أن ننظر إلى النتيجة

هذا ما تنتظره الشعوب وهذا ما يكتبه التاريخ

كيف أطاحوا بالهيبة وأتوا بالخيبة نتيجة قرارات منفردة

قرار المواطن يعود عليه

ولكن

قرار القائد يعود على الأمة بكاملها

ولذلك لا تقبل الأعذار ولا يرحمهم التاريخ

أولا

ماذا فعل جمال عبد الناصر ؟ وما هى النتيجة ؟

إسقاط 43 طائرة للعدو ! بدأت المعركة

قواتنا تتوغل داخل إسرائيل

الجيش العربى يزحف إلى تل أبيب

هذه هى النتيجة وهذا ما يكتبه التاريخ

إبادة حوالى 70 ألف من شباب مصر

شاهد

لقد رأيت بعينى عشرات الأسرى وقد شقت بطونهم أمامى

ضابط

كنت أستبدل خزانات الرشاش كالمجنون

طاردنا المصريين وقتلناهم بدون أى قواعد
ثانيا

نتائج عصر السادات

بعد حرب أكتوبر كانت فرصة السادات أن يضع مصر فى مكانة يسمع لها كل قادة المنطقة

ولكنه تسرع بإتفاقية كامب ديفيد

قراراته كانت إنفرادية تسمى بلغة العالم المتحضر ( ديكتاتورية )

كان يجب تشكيل مجلس مكون من أهل العلم والخبرة ( سياسة , إقتصاد , محللين سياسيين ومعارضه )

ولكن هذا ما تفعله الديكتاتورية المتعصبة

وفقدت مصر قرارها العسكرى والسياسى والإقتصادى

عسكريا

تخفيض قوات الجيش وسيناء أرض معزولة السلاح سياسيا

عزل مصر عن العرب وفقد دورها السياسى

والخضوع الكامل للسياسة الأمريكية والمخطط الصهيونى إقتصاديا

أدت سياسة الإنفتاح إلى تفليس القطاع العام وبيعه

قبض السادات على جميع عناصر المعارضة

وهذا كله أدى إلى نهاية مؤسفة وهى قتل السادات

مجلس الشعب .. لا مسائلة .. لا شفافية

ولكن .. موافقون

وصلت مصر إلى القمة فى الفساد

رشوة

مخدرات

مليون من أطفال الشوارع

دعارة

تجارة الأعضاء البشرية

إنتحارات

عطالة

والآن ما هو الحل ؟!

المزاج




الحب عاطفة غير ديموقراطية

الحب هتلر .. نيرون .. كاليجولا

يأمر دون أن يحاول أن يبرر أوامره أو يبحث لها عن منطق يساندها

إنه طاغية حر .. حرية لا تقبل المراجعة

إنه منتهى الحرية

إنه الحرية التى تسقط فيها الموانع

ويختفى فيها الآخرون

ولا يبقى فيها إلا أنا وحبيبتى

أنا وروحى

أنا وأنا

وهذا سر اللذة التى تدوخنا ونحن نحب

والحالة الملكية والسلطانية التى نعيش فيها ونحن نعشق

لو ان الحب كان موضوعا للنصح والمشورة والمنطق

لأصبح موضوعا عاديا كالزراعة والتجارة والهندسة

ولأصبحنا نرسم قبلاتنا على الشفاة كما نرسم الكبارى على الورق

ولكن القبلة ليست مشروعا

وأنت لا تستطيع أن تقبل حبيبتك وأن تقرأ الجرائد وتهز ساقيك

إن القبلة تستولى عليك كلك .. الحب مرآة المزاج

والمزاج متقلب مع العمر

وله فصول مثل فصول الصيف والشتاء والربيع والخريف

والمزاج هو صميم شخصياتنا

الفلفل زمان كان سعره أغلى من الذهب

حينما كانت السفن تحمله من الهند وتددور به حول إفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح

وكانت دراهم الفلفل هدايا خطيرة يتبادلها الملوك

والسبب هو المزاج

وكان الفلفل مزاجا .. ولا شىء يساوى المزاج

كما انه لا شىء يساوى الحرية

ونحن ندفع كل ما يملك فى سبيل مزاجنا

كما ندفع عمرنا فى سبيل حريتنا

المرأة تضحى بعمرها فى إنتظار زوج على مزاجها

فإذا لم تجده

فإنها تضحى بشرفها لتحصل عليه رجلا لا زوجا

إنه المزاج

نابليون خرب الدنيا .. لأن الحرب كانت مزاجه

إنه المزاج نقطة ضعفنا جميعا

لأنه الثغرة النى يدخل منها لإغراء ولا يحرسها العقل

ولهذا نهانا القرآن عن الهوى والمزاج

اللهم إكفنى شر نزوات مزاجى أما نزوات عقلى فأنا كفيل بها

الصمت




نحن نتبادل الكلمات والحروف والعبارات كوسائل للتعبير عن المعانى ..

وكأدوات لكشف كوامن النفوس ..

ونتصور ان الحروف يمكن أن تقوم بذاتها كبدائل للمشاعر ..

ويمكن أن تدل بصدق على ذواتنا ومكنوناتنا ..

والحقيقة أن الحروف تحجب ولا تكشف ..

وتضلل ولا تدلل .. وتشوه ولا توضح ..

وهى أدوات إلتباس أكثر منها أدوات تحديد ..

يقول الحبيب لحبيبته : أحبك ..

وهو يقصد بذلك التعبير عن حالة وجدانية خاصة جدا وذاتية وجديدة عليه ..

فلا يجد إلا كلمة تصرخ من كثرة الإستعمال ..

كلمة أصبحت ماركة مسجلة ..

ولكنه لا يجد غيرها ..

فإذا حاول أن يستخرج من قاموس الحروف ومعجم العبارات كلمات أخرى ..

فإنه لا يجد إلا المجاز والإستعارة والبيان والبديع وضرب الأمثلة ..

فيقول لحبيبته أنه يحبها كما تحب الوردة ندى الفجر ..

أو كما تحب ظلمة الليل شعاع الليل ..

أو كما تحب العصافير أعشاشها ..

وهو كلام يترجم الحالة الخاصة الفريدة إلى سلسلة من البدائل المزورة ..

ويحول الشعور البكر إلى ثرثرة لا تدل على شىء ..

ولو أنه صمت لكان صمته أبلغ ..

وللصمت المفعم بالشعور حكم أقوى من الكلمات ..

وله إشعاع وله قدرته الخاصة على الفعل والتأثير ..

المحب الصامت يستطيع أن ينقل لغته وحبه إلى الآخر ..

إذا كان الآخر على نفس المستوى من رهافة الحس ..

وإذا كان هو الآخر قادرا على السمع بلا أذن والكلام بلا نطق ...

والإنسان معجزة المخلوقات ..

هو عقل وروح ووجدان ..

وهو يستطيع أن يتكلم بلا نطق .. ويسمع بلا أذن .. ويرى بلا عيون ..

ونحن نرى فى الحلم بلا عيون ونسمع بلا آذان ونجرى بلا سيقان ..

اللهم اجعل لى صمت الجبل ..

يحمل فى أحشائه البركان وهو صامت ..

ويحمل فى باطنه الزلزال وهو هادىء ..

ويحمل فى جوفه الذهب والماس ويبدو متواضعا ..

اللهم اجعل مكالماتى معك وحدك ..

فأنت وحدك الذى تعلم ولا تظلم ولا تضيع عندك المحبة .

أكرهك .. أحبك




حينما تقول البنت لصاحبها .. أكرهك جدا .. لا أطيق رؤيتك ..

أود أن أطلق عيك الرصاص .. لقاء الموت أهون من لقائك ..

حينما تمزق شعرها من البغض وتنشب أظافرها فى الهواء من الغيظ ..

فإنها تكون فى حالة حب وليست فى حالة كراهية ..

لا فرق بين الحب والكراهية ..

كلاهما نار .. كلاهما إهتمام شديد .. وإرتباط حار بين قلبين ..

ولولا الإهتمام .. لما كان الدم يفور هكذا ..ولا الأعصاب تتمزق ..

والكراهية تكلف أكثر من الحب .. لأنها إحساس غير طبيعى ..

إحساس عكسى مثل حركة الأجسام ضد جاذبية الأرض ..

تحتاج إلى قوة إضافية وتستهلك وقودا أكثر ..

الكراهية نمو إلى تحت وليس نمو إلى فوق ..

إنها نمو يتغذى على نفسه ويأكل بعضه ..

والحب الذى ينقلب بسرعة من غرام ملتهب إلى كراهية ملتهبة ..

هو الحب الشهوانى الأنانى الصغير الضيق الأفق الذى لا يحالفه الفهم والعقل ..

إن إنتقاله فجأة إلى البغض لا يدل على إنفتاح النفس على تسامح كريم ..

وإنما هو يكشف عن الشح والبخل ..

ويدل على إنحصار النفس فى رغبة واحدة أنانية أو لذة محدودة ..

ما تلبث أن تقلب الحب حقدا .. حينما تبوء بالخذلان ..

فتسحب البنت قبلاتها وتستبدلها بصفعة عاجلة ..

إنها لم تكن تحب رجلها فى الحقيقة .. وإنما كانت تحب نفسها ..

وتحب غرورها وكرامتها وراحتها ولذتها .. ثم أصبحت تكره فيه أنه يخذلها ..

نار الحب ونار الكراهية .. كانت نارا واحدة ..

هى غرامها بنفسها وتلذذها بما يرضيها .. ورفضها لما يجرحها ويؤذيها ..

والكراهية لا تدوم طويلا .. إنها تحرق نفسها مع الزمن ..

ثم تنفتح فى النهاية على فهم أرحب للدنيا ..

وعلى إدراك حنون لطبيعة الناس وطبيعة الأشياء ..

وليس صحيح أن أول حب هو أعظم حب ..

والصحيح أن أول حب هو أصغر حب ..

وأكبر غلطة يرتكبها الرجل أن يتزوج أول حبه ..

الشعور المتكرر بعد كل لذة هو العطش وعدم الإكتفاء ..

ثم العطش ثانية .. ثم العطش .. ثم التعب .. ثم اليأس من الشبع والراحة ثم الملل ..

أحبك .. هى الكلمة الجميلة الوحيدة التى يتحرك فيها الإنسان ..

ويفضل إمرأة بالذات .. يطلبها بالإسم .. ويعلن إرتياحه لوجوده معها ..

إنها الكلمة الوحيدة التى تتضمن حريته وإختياره ومزاجه وشخصيته ..

إنه يفتح بيته وقلبه ونفسه وروحه .. ويستقبل روحا أخرى ..

ويستضيفها ويأتنس بها .. وينتعش بها كما ينتعش بدخول الشمس إلى غرفته ..

ويحضر معها بكل وجوده .. بجسمه .. وطبيعته .. وعاطفته .. وعقله .. وثقافته ..

ويستمتع معها بهذا الحضور الكامل .. بلا كراهية .. بلا أنانية .. بلا غيرة ..

والرجل لا يستطيع أن يبلغ هذه الدرجة من الحب إلا بعد الثلاثين ...

الرجل فى حبه الأول يكون أفلاطونيا خجولا ..

وفيه حبه الثانى يكون شهوانيا جسورا ..

وفى حبه الثالث يكون عطوفا حنونا ..

وهو فى هذه المرحلة يكون أحسن حبيب وأحسن زوج ..

أسرار الشعور



أنت لا تشعر بالفانلة على جسمك إلا فى اللحظة التى تلبسها .. وفى اللحظة التى تخلعها ..

أما فى الساعات الطويلة بين اللحظتين وهى على جسمك فأنت لا تحس بها ..

إنها على جسمك تلامس جلدك وتلتف حول صدرك وظهرك وذراعيك ولكنك لا تحس بها ولا تشعر بوجودها ..

والمرأة بالمثل تحس بها وأنت تشرع فى الزواج منها فى فترة التعارف والخطوبة وكتب الكتاب وشهر العسل ..

فإذا لبستها تماما كالفانلة وأحاطت بصدرك وظهرك وذراعيك فقدت الشعور بوجودها ..

وأصبحت مثل قطعة أثاث فى البيت تدخل كل يوم لتجدها فى مكانها ..

مثل المنظر الذى تطل عليه من نافذتك يثيرك للمرة الأولى ثم يصبح عاديا ثم تنساه تماما ..

وتظل المرأة منسية كالفانلة ..

حتى تأتى اللحظة التى يدب فيها الخلاف بينك وبينها ..

ويتأرجح الزواج على هاوية الطلاق وتبدأ فى خلعها كما تخلع فانلتك ..

وفى تلك اللحظة تعود للشعور بها بعنف ويرتجف قلبك من خشية فراقها ..

ما السر ؟

السر فى كيمياء الأعصاب ..

إن أعصابنا مصنوعة بطريقة خاصة ..

تحس بلحظات الإنتقال ولا تحس بالإستمرار ..

نحن مصنوعون من الفناء ..

ولا تدرك الأشياء إلا فى لحظة فنائها ..

نشعر بثروتنا حينما تفر من يدنا ..

ونشعر بصحتنا حينما نخسرها ..

ونشعر بحبنا حينما نفقده ..

فإذا دام شىء فى يدنا فإننا نفقد الإحساس به
زمان كانت الزوجة تتطوع بالرضا بالزوج على أنه قسمه ونصيب وتحبه كما تحب أمر الله ..

وكان الزوج يتزوج ليعيش ..

وكان الزواج ينجح لأنه مدعم بإرادة إلهية أقوى من الحب وأقوى من السعادة وأقوى من كل شىء ..

كانت الزوجة تحب زوجها طيبا .. وتحبه مجرما ..

وتحبه مريضا .. وتحبه صحيحا ..

وكان حبها فى الحقيقة تدينا أكثر منه حبا ..
أفضل أن تحبنى زوجتى فى تدين .. فأكون ربها ورجلها وبيتها وحياتها ..

ويدوم حبنا لأنه عقيدة وإيمان قبل أن يكون حبا ..

الأنوثة خصائص مجردة معنوية روحانية ..

إنها فى الصوت والنبرة والرائحة والحركة ..

وفى نظرة العين الفاترة الدافئة العطوفة الحنونة ..

وفى اللفته الفياضة بالرأفة و الأمومة ..

لكن فين أيام زمان .. هذه أحلام ..

ليس أمامنا الآن فى هذا الجيل من البنات غير ألاعيب روك هدسون .

الوهم



محمد أفندى بسيونى رجل عادى

أنفق نصف عمره فى التعليم والنصف الآخر فى نسيان هذا التعليم على مكتب الوظيفه
لا يثيره إلا شىء واحد فى الدنيا
ان تقول له : إن زرار جاكتتك مفكوك .. وشكلك غير محترم
فليس له سوى مثل أعلى واحد هو الإحترام
طول عمره وهو يجرى وراء هدف واحد وهو الإحترام
دخل كلية التجارة ليقال أنه طالب جامعى محترم
وإلتحق بوظيفة ثابته ليقال انه موظف محترم
وتزوج فى سن مبكرة ليقال أنه زوج محترم
واختار أصدقائه من كبار الموظفين ليقال إنه إنسان محترم

ولبس الطربوش والكرافته فى أغسطس ليقال أنه رجل محترم

وهو قبل أن يتحدث يفكر قليلا .. لا فيما يريد أن يقوله ..

وإنما فيما يقوله الناس المحترمون فى مثل هذه المواقف
ثم يردده فى سعادة وهو يفرك يديه وينظر حوله فى عيون المستمعين
ليجمع منها نظرات الإحترام كما يجمع الفلاح لوزات القطن من حقله
لا يحب زوجته .. ولا تطيقه زوجته
ولكنه يحتفظ بشكل العلاقة بينهما حتى يظل محترما
إنه حسب ما ترغب انت .. لا حسب ما يرغب هو
لقد باع شخصيته ليشترى إحترام الناس ورضاهم
لم يفكر لحظة فى مدلول هذا الإحترام
ولم يناقشه ولم يشك فيه
فهو قيمة عليا تتضاءل امامها كل حقيقة حتى حقيقته

الإنسان والنملة



النملة التى تسكن شق الحائط وتتجول فى عالم صغير لا يزيد عن دائرة قطرها نصف متر

وتعمل طول الحياة عملاً واحداً لا يتغير وهو نقل فتافيت الخبز من الأرض إلى بيتها

تتصور أن الكون كله هو هذا الشق الصغير

ولا حياة بدون هذه الفتفوته من الخبز ثم لا شىء وراء ذلك

وهى معذورة فى هذا التصور فهذا أقصى مدى تذهب إليه حواسها

أما الإنسان فيعلم ان الشق هو مجرد شرخ فى حائط

والحائط لإحدى الغرف والغرفة فى إحدى الشقق

والشقة هى واحدة من عشرات مثلها فى عمارة

والعمارة واحدة من عمارات فى حى

والحى واحد من عدة أحياء بالقاهرة

والقاهرة عاصمة جمهورية

وهى بدورها مجرد قطر من عدة أقطار فى قارة كبيرة إسمها أفريقيا

ومثلها أربع قارات أخرى على كرة سابحة فى الفضاء اسمها الكرة الأرضية

والكرة الأرضية بدورها واحدة من تسعة كواكب تدور حول الشمس فى مجموعة كوكبية

والمجموعة كلها بشمسها تدور هى الأخرى فى الفضاء حول مجرة من مائة ألف مليون شمس

وغيرها مائة ألف مجرة أخرى تسبح بشموسها فى فضاء لا أحد يعرف له شكلا

وكل هذا يؤلف ما يعرف بالسماء الأولى أو السماء الدنيا

وهى مجرد واحدة من سبع سماوات لم تطلع عليها عين ولم تطأها قدم

ومن فوقها يستوى الإله الخالق على عرشه يدبر كل هذه الأكوان ويهيمن عليها من أكبر مجرة إلى أصغر ذرة
كل هذا يعلمه الانسان

ومع ذلك .. ما أكثر الناس أشباه النمل

الذين يعيشون سجناء محصورين كل واحد مغلق داخل حلقة مفرغة من الهموم الذاتية

تبدأ وتنتهى عند الحصول على كسرة خبز او مضاجعة امرأة ثم لا شىء وراء ذلك

نرى الذى يموت من الغيرة وقد نسى أن العالم ملىء بالنساء

ونرى آخر قد تكوم تحت الأغطية وغاب فى محاولة حيوانية لاستدرار اللذة

مثل قرد الجبلاية الذى يمارس العادة السرية أمام أنثاه !

ونرى الذى غرق فى دوامة من الأفكار السوداوية وأغلق على نفسه زنزانة من الكآبه واليأس والخمول !

ونرى آخر قد أسر نفسه داخل موقف الرفض والسخط والتبرم والضيق بكل شىء

ولكن العالم واسع فسيح .. لماذا نسلم أنفسنا للعادة والروتين

لماذا أكثرنا نمل وصراصير ؟!

الأصنام



نحن نقول أننا فى عصر العلم وأننا تركنا الجاهلية ورائنا بأصنامها وأوثانها

ولم يعد هناك من لا يعبد اللاة والعزى

بل نحن عبدة اوثان نسجد ونركع ونرتل التسابيح فى كل لحظة لأصنام لا حصر لها

نحن فى الجاهلية بعينها ولو تكلمنا بلغة الذرة .. ولو مشينا على تراب القمر

إنما إختلفت أسماء الأصنام .. واختلفت صورتها ونوعيتها

ماذا يكون جسد المراة العارى اليوم

وهل هو إلا صنم رفعناه إلى مرتبة الإله المعبود المعشوق

لقد أصبحت صورة الجسم العارى ماركة مسجلة نروج بها أى بضاعة

ماذا يكون الدكتاتور والحاكم المطلق والطاغية المستبد الجالس على عرش السلطة

وربما كان أشيع أصنام هذا العصر وأكثرها انتشارا هو صنم " الذات " عبادة النفس .. وإتباع الهوى

المرأة التى تعبد جمالها والرجل الذى يعبد أناقته وصاحب الملايين الذى يعبد ملايينه

والمال فى أكثر الأحوال وفى هذا العصر المادى صنم فى ذاته تقدم له القرابين من دم الجميع

جداً .. جداً



إن أسوأ ورطة نقع فيها هى أن يستحوذ علينا شىء جدا .. جدا

حتى الفرح حينما يستحوذ علينا جدا .. جدا ..فإنه يهزنا بما يشبه الحزن

إننا من كثرة خوفنا على هذا الفرح .. ومن كثرة لهفتنا ان يطول .. ومن كثرة ذعرنا من أن ينتهى

نفرح بحزن .. نفرح بخوف .. نفرح والدموع تترقرق فى أعيننا

إن فرحنا جدا .. جدا .. فرح أليم .. فرح يرتجف .. فرح يبكى

والحب جدا جدا .. هو حب مر غيور ملتهب أعمى ينقلب إلى كراهية وعداوة

المحب جدا .. جدا ..
يكره حبيبته من كثرة حبه لها .. لأن حبه يكلفه ويرهقه ويؤرقه

فهو يتمنى لو أنها تعذبت وتألمت وتشردت مثله
يتمنى لو أنها كانت على شفا الموت وناداته

لو أنها كانت تحترق ومدت له يديها لينقذها
لو أنها كانت تعبده حبا وهو يتمنع عليها

لو أنها كانت تخلص له وهو يخونها
إن عذابه يجعل مخيلته تموج بصور العداوة .. والإنتقام .. والتشفى
والثراء جدا .. جدا .. هو فقر فى الحواس فى نفس الوقت

والجوع جدا .. يقتل حتى الإحساس بالجوع

والفقر جدا .يؤدى إلى الإستهتار والإستهانة بالرزق من كثرة قلته

وكما يقول المثل .. ضربوا الأعمى على عينه .. قال خسرانه .. خسرانه

وعلى إيه هنشوف إصرف ما فى الجيب يأتيك ما فى الغيب

والضعف جدا .. يؤدى إلى جبروت الشخصية وقسوتها

وأصحاب العاهات جبابرة

وأدنياء الأصل طموحون طلابون للعلا

وأبناء الوجهاء عواطلية
والإستهتار بشدة يؤدى إلى التوبة

والإغراق فى اللذة يؤدى إلى النفور من اللذة

والإستقامة بشدة تؤدى إلى الضيق بالإستقامة

وكل شىء يزيد على حده ينقلب ضده
الدوافع فى قلوبنا هى حرارة حياتنا الحقيقية

وهى الرصيد الذى يكون به تقييم سعادتنا

لا تسألنى

هل عندك صحة .. هل عندك ثروة .. هل عندك شهادة .. هل عندك فرصة .. هل عندك أملاك
إسألنى سؤالا واحدا

هل عندك دوافع

فهذا أنا
وهذه حقيقتى التى بها تعرف حاضرى ومستقبلى ومصيرى وقيمتى ووزنى

وكل منا يوزن بقدر دوافعه وإرادته .. وعزمه .. وإصراره وقواه الحافزة

إن الذى يملك وفرة من الدوافع مثل الماكينة قوى مائة حصان

أو العربة ستة سلندر أو الراديو عشرة لمبة أو التيار الكهربائى 200 فولت

أما الذى يفتقر إلى الدوافع .. ويمتلك كثرة من وسائل الترف ووفرة من الصحة والعمر

فهو حتى ولو كان مليونيرا لا يزيد عن ماكينة ضعيفة قوتها 2 حصان

أو عربة صغيرة 2 سلندر او راديو ترانزستور أو تيار بطارية واحد ونص فولت

الدوافع هى الترجمة الحرفية لكلمة روح

عندك دوافع معناها عندك روح

معناها عندك أمل .. طموح .. حب .. شغف .. شهية .. رغبة ..
كل وسائل السعادة

لماذا خلقنا ؟





لماذا خلقنا ؟

لماذا جئنا إلى هذه الدنيا ؟

ماذا يراد بنا أن نفعل ؟

هل كان لوجودنا حكمة وسبب وغاية أم أننا خلقنا لنموت ؟

وهل تكون حياة تلك التى نبنيها على وهم ؟




أسئلة خطيرة وكبيرة والإجابة القاطعة عليه تحتاج إلى الإحاطة الكاملة بعملية الحياة


والإحاطة بالزمن كله


وما دار فيه من مبدئه فى الماضى السحيق إلى منتهاه فى المستقبل


فى الآخرة بعد عمر طويل


لكى تعرف لماذا قامت الحرب


لابد أن يكون لديك علم كامل بما كان يجرى قبل هذه الحرب


وما جرى أثنائها


وما جرى بعدها


أما إذا كنت جنديا بسيطا تتلقى أمرا فتنفذه ثم تموت


فلن تكون حياتك أكثر من لحظة فى هذه الحرب


إن العلم عند القائد


عند الخالق


الذى بعث بك إلى الصفوف الأولى


وزودك بذخيرة العمر المحدودة من ستين طلقة فى ستين سنة هى كل عمرك


الخطة كلها فى رأسه


أنت بند واحد فى الخطة


ورقة فى الدوسيه


سطر


كلمة


حرف


فى كتاب رائع لا نهائى إسمه الدنيا


ولن يستطيع الحرف أن يدرك الغاية من وجوده


إلا إذا أدرك الدور الذى يقوم به فى السطر الذى يشترك فى حروفه


وإلا إذا أدرك المعنى الذى يدل عليه السطر فى داخل المقال


والمقال فى داخل الكتاب


لابد أن يكون عمرك هو عمر الأبد لتحضر رواية الحياة بكل فصولها وتعرف الحكاية