أنا حرة .. وأنا متحضر !

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


إن الغيرة المنتشرة بيننا الآن هى الغيرة " من " .. ليست الغيرة " على " .. تغير من أخوك ماشى .. تغيرى من أختك ماشى .. لكن تغير على أخوك أو أختك مش موجود دلوقتى .. تغير على دينك وعرضك وكرامتك ورجولتك .. مش موجود دلوقتى .. ذهب الحياء ونسينا إن ربنا خصه كشعبة من شعب الإيمان .


فى كتاب الشيطان يحكم لمصطفى محمود ذُكر أن .. " الذى ابتكر فكرة - الموضة - كان تاجراً ذكياً جداً .. فهو الوحيد الذى أقنع المرأة بأن تلقى جميع فساتينها بدون سبب .. إذا كانت فساتينها طويلة أخرج لها موضة قصيرة .. وإذا كانت واسعة أخرج لها الموضة الضيقة .. وألاعيب الموضة لا تنفد فى الضحك على ذقن المرأة وإثارة غرورها .. لعبة أشبه بلعبة المهرج .. ولا أستبعد أن تظهر موضة جديدة تصنع للمرأة زيلاً .. وأن تدور المشاجرات فى البيوت .. وتهدد البنت أهلها بترك البيت لأنهم لم يشتروا لها زيلاً لائقاً مثل زيول باقى صديقاتها .. وأنها لا تستطيع أن تمشى فى الشارع بدون زيل .. إن كل شىء ممكن فى عالم الموضة .. والموضة الآن تحاول أن تستدرج الرجل .. بعد أن جعلت منه أنثى بقصات الشعر البناتى والبنطلونات الساقطة والمحزقة .. وأكثر الموضات لا هدف لها سوى الإحتفاء بالغرائز وتجميل مكامن الفتنة المستورة .. وكل منا ملوم رجل وامرأة .. حينما يترك عنقه لتقوده شهوته وغروره وليترك يد اليهودى تدلك له ذلك الضعف لتستولى عليه وتستغله " .


الكفار كانوا بيقولوا وجدنا أباؤنا كذلك يفعلون وإحنا دلوقتى بنقول كذلك وجدنا أعداؤنا يفعلون .. كان زمان القدوة متمثلة فى الأب أو الأم لكن دلوقتى حتى الأب والأم قدوتهم متمثلة فى المجتمع الغربى بحجة أن هذا هو التحضر وعشان كده ساد وعم وانتشر الذى يسمونه تحضر وسيطر على الشرع وإذا ذُكِر الناس بالشرع قالوا هذا تخلف ورجعية .. ولم نعد نرى عيباً ولا ذنباً فيما نفعله وذلك لمجرد أننا تعودنا أن نفعله ونسينا ديننا ولذلك تخلفنا عن مكاننا .. وأصبحت المرأة سهلة فى كل شىء .. سهلة الكلام .. سهلة الإبتسامة .. سهلة المنال .. و " أنا حرة " هو شعارها ونسيت المرأة أنه ليس هناك شىء يسمى الحرية .. وأن أكثرنا حرية هو عبد للمبادىء التى يؤمن بها .. وللغرض الذى يسعى إليه .. إننا نطالب بالحرية لنضعها فى خدمة أغراضنا .. وقبل أن تطالب بحريتك اسأل نفسك .. لأى غرض ستهبها ؟! .. إذا نظرنا لنتيجة الحرية ولأى شىء وهبتها المرأة سنجد أغلب النساء ينطبق عليهم قول الشاعر ..
نســــــــاء كاسيــــات عاريــــات .. تجاهلن الشريعة فى علاها
تميــل وتنثنى بالجسم عمـــــداً .. وتزنى العين حتما إن تراها
ورب البيت كالخنزير يمشى .. وراءها ويستجدى رضاها

وهذا الذى جعلنى أتساءل .. هل هو زمن الخنازير ؟ فالخنزير هو الحيوان الوحيد الذى لا يغار على أنثاه .. لقد أصبح الرجل متساهل فى كل شىء بحجة أنه يريد أن يكون رجلاً متحضراً .. وفى سبيل هذا التحضر المزعوم تنازل عن دينه ونسى قول رسوله صلى الله عليه وسلم .. " ثلاثة لا يدخلون الجنة ولا ينظر الله إليهم يوم القيامة .. العاق لوالديه والنساء المترجلات والديوث .. قيل وما الديوث يا رسول الله .. قال الذى لا يغار على أهل بيته " .. فما أكثر الديايثة فى هذا الزمان !

ومن هؤلاء الديايثة من يتخذ حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام .. " إن الله لا ينظر إلى أجسادكم أو صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم " حُجَةً يبرر بها خنوعه وتخاذله .. ونرد علي هؤلاء ونقول أن القلب الطاهر لا يقبل إلا طاهراً مثله .. فأين الطهارة فى تشبه النساء بالرجال ؟! .. كلنا نعرف أين الصواب ولكننا نتجاهل ونتغافل ونتظاهر بعدم معرفتنا وأحسن ما يعبر عن ذلك ما قاله أبو الفتح السكندرى الذى وصف نفسه قائلاً ..
تعــارجت لا رغبةً فى العـــرج
ولكن لأقـــــرع باب الفـــــرج
وأحمــل حبلى علـى غــــــاربى
وأسلك مسلك من قد مـــرج
فإن لامنى القوم قلت اعذروا
فليس على أعـرج من حــرج


والبنت السوبر لن تصلح لتعمر البيت .. إنها قد تصلح كقطعة ديكور .. أو ورق ملون للحائط .. أو فيلم لفرجة ليلية .. ولكنها لن تصلح لرحلة العمر .. لأنها فقدت نفسها .. فقدت خصوصيتها .. فقدت هويتها .. فقدت مكانتها .. ونسيت من تكون وماتكون .. ونسيت دورها الحقيقى الذى خُلِقت من أجله .. وأيضاً الشاب البيس لن يصلح لأن يبنى أسرة لأنه لا يعرف معنى الرجولة التى هى نباهة وفداء ونجدة ونبل ومروءة .. وما يزعمونه صداقة هو فى الحقيقة " ضحك على الدقون " فلا يوجد شىء يسمى صداقة بين شاب وفتاة ولكنها مبرراً واهياً لا يستقيم إذا رجعنا إلى ديننا واستخدمنا عقلنا .

وإنى أتعجب من التناقض الذى تعيش فيه فتيات هذا الزمان .. فهن يكرهن ويخافن من الحب الذى يكشف عن الجانب الحيوانى للرجل .. الحب الذى يختفى وراء الجلود الخشنة والأصوات الغليظة .. وفى نفس الوقت يسعين إليه بتبرجهن ويتهمن كل شاب بأنه حيوان لا يفكر إلا فى " قلة الأدب " وقلة الأدب هذه لا أبررها فهى معصية ولكن كان من الأولى أن تفكر الفتاة فى سببها قبل أن ترفع شعار " لا للتحرش " .. إنهن يردن الرجل أفلاطونياً خجولاً ويسعين لجعله شهوانياً جسورا .. وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مخاطباً أصحابه .. " ما تركت فتنة بعدى أشد عليكم من النساء " .. قالها فى زمن الصحابة .. زمن الرجال .. فكم تكون قوة هذه الفتنة فى زمن أشباه الرجال ! .. فى الزمن الذى ضاع فيه الدين واتُبِع الهوى !


وهختم بما أجاب به الشيخ الشعراوى فى كتاب -أنت تسأل والإسلام يجيب- على السؤال الذى يقول " لماذا كلما ازداد تقدم البشرية نحو الرفاهية .. تقدمت القيم الإلهية نحو الدمار والزوال " .. والأجابة على ذلك أن الحضارة طالما كانت قائمة على أسس من وضع البشر .. وغير محروسة بقيم إلهية .. فأن نهايتها هى الفناء .. ومفهمو معنى الحضارة هو " كل شىء إذا حضر فشهوات النفس فيه محققة وطلباتها مجابة .. لكن النفس محتاجة إلى من يكبح جماحها ويوقفها عند حدودها ويمنعها من تحقيق شهواتها البهيمية .. وهذه النقطة هى أساس مهمة الدين الذى يتولى ضبط حركة النفس وتهذيب شهواتها .. وهذا هو السبب الأول فى إسهام الحضارة فى زوال القيم .


أخى .. إن كنت مسلماً ولا تعرف ما هو الزى الذى يجب على أختك إرتداؤه فالله عز وجل فى كتابه يقول " وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ " فهذا تحديد لطول الزى من الأعلى .. ويقول عز وجل " يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ " وهذا تحديد الزى من الأسفل .. هو ده اللى ربنا أمرنا بيه وهو ده الإسلام .. وهى دى الرجولة وهى دى المروءة .. وأنا لا أعلم كيف يقبل أخ على أخته إن هو حتى يشوفها باللبس ده فضلاً عن الناس .. صدقنى أى حد عارف دينه كويس أو حتى عنده مروءة وشاف أختك كده هيقول عليك مش راجل وأستعيذك أخى أن تتخلى عن رجولتك وقوامتك اللى هتتحاسب عليها لأن ربنا مش مدينا القوامة كده عشان تعلى صوتك وتعمل ديكتاتور ع الفاضى .. لا .. القوامة إنك تُقَوم أهل بيتك على اللى أمر بيه دينك .


أختى .. قفى مع نفسك وقفة تفكر وقولى .. لماذا ؟ .. لماذا أتبرج ؟ .. وإذا وجدتى أسباباً وكنتى مسلمة فاسألى نفسك هل هذه الأسباب متوافقة مع دينى ؟ وعندما تسألى نفسك هذا السؤال لن يكون أمامك إلا خيارين .. الأول أن تعودى لدينك وتلتزمى به .. والثانى أعرف أنك لن تقبلى به .
فى رعاية الله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق