القرآن
القرآن يتحدى العرب وغير العرب وقت نزوله
القرآن لم ينزل معجزة لفترة محدودة
علاقة القرآن بالمناهج التى سبقته
لماذا محمد عليه الصلاة والسلام
رسول الله أمياً لا يقرأ ولا يكتب
قالوا ساحر وشاعر ومجنون
الهدف من الموضوع
القرآن
فيه من عطاء الله ما تحبه النفس البشرية ويستميلها .. إنه يخاطب ملكات خفية فى النفس لا نعرفها نحن ولكن يعرفها الله خالق الإنسان وهو أعلم به .. ولقد تنبه الكفار إلى تأثير القرآن فى النفس .. تأثيراً لا يستطيع أن يفسره أحد .. وهو يجذب النفس إلى طريق الإيمان ويُدخل الرحمة فى القلوب .. لذلك كان أئمة الكفر يخافون أكثر ما يخافون .. من سماع الكفار للقرآن .. وقالوا كما يروى لنا القرآن الكريم .. " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ " .. إن مجرد تلاوته تجذب النفس الكافرة إلى منهج الله .. حتى أن الكفار كانوا يسترقون سماع القرآن من وراء بعضهم البعض .. وكانوا يقولون .. إن له لحلاوة .. وإن عليه لطلاوة .. وإن أعلاه لمثمر .. وإن أسفله لمغدق .. وإنه يعلو ولا يعلى عليه .
القرآن يتحدى العرب وغير العرب وقت نزوله
القرآن نزل يتحدى العرب فى اللغة والبلاغة .. ولكن لأنه دين للناس جميعاً .. فلابد أن يتحدى غير العرب فيما نبغوا فيه .. ولذلك نزل متحدياً لغير العرب وقت نزوله .. فقد حدثت حرب بين الروم والفرس وقت نزول القرآن .. وكانت الروم والفرس تمثلان فى عصرنا الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتى .. كانا أعظم وأقوى دولتين فى ذلك العصر .. وحدثت الحرب بينهما وانهزم الروم .. واذا بالقرآن ينزل بقوله تعالى .. " غُلِبَتِ الرُّومُ .. فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ " .. ولو أن القرآن من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فما الذى يجعله يدخل فى قضية كهذه لم يطلب منه أحد أن يدخل فيها ؟ .. وكيف يغامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كلام متعبد بتلاوته إلى يوم القيامة لا يتبدل ولا يتغير بإعلان نتيجة معركة ستحدث بعد سنين .. وماذا كان يمكن أن يحدث لقضية الدين كله لو أن الحرب حدثت وانتصر الفرس مرة أخرى ؟ أو أن الحرب لم تحدث وتوصل الطرفان إلى صلح ؟ .. ولكن الله عزوجل هو القائل وهو الفاعل جاءت هذه الآية معجزة لغير العرب وقت نزول القرآن .. وحدثت المعركة فعلاً وانتصر فيها الروم كما أخبر القرآن الكريم .
القرآن لم ينزل معجزة لفترة محدودة
بل هو معجزة حتى قيام الساعة .. ولذلك جاء القرآن يعطى إعجازاً لكل جيل فيما نبغوا فيه .. وإذا أخذنا العلوم الحديثة التى أُكتشفت فى القرن العشرين نجد أن القرآن قد أشار إليها بإعجاز مذهل .. إقرأ قول الحق سبحانه وتعالى .. " وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ " .. والمد معناه البسط .. وعندما نزل القرآن بقوله تعالى " وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا " .. لم يكن هذا يمثل مشكلة للعقول التى عاصرها نزول القرآن .. فالناس ترى أن الأرض ممدودة والقرآن الكريم يقول " والأرض مددناها " وتقدم العلم وعرف الناس أن الأرض كروية .. هنا أحست العقول بأن هناك تصادمات بين القرآن الكريم والعلم .. نقول لهم أقال الله سبحانه وتعالى أى أرض تلك المبسوطة أو الممدودة ؟ .. لم يقل ولكنه قال الأرض على إطلاقها . .أى كل مكان على الأرض ترى فيه الأرض مبسوطة .. ولا يمكن أن يحدث هذا أبداً إلا إذا كانت الأرض كروية .. فلو أنها كانت مثلثة أو مربعة أو أى شكل هندسى آخر .. لوصلت إلى حافة ليس بعدها شىء .. ولو أن النبى صلى الله عليه وسلم تعرض لهذه الآيات الكونية تعرضاً لا يتناسب مع استعدادات العقول وقت نزول القرآن فإنه ربما صرف العقول عن أساسيات الدين إلى جدل فى أسرار الكون لا يستطيع العقل أن يستوعبها أو يفهمها .. ولو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسر كونيات القرآن وقت نزوله لجمد القرآن .. لأنه لا أحد منا يستطيع أن يفسر القرآن بعد تفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وبذلك يكون عطاء القرآن قد جمد .. ولكن ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم للتفسير أتاح الفرصة لعطاءات متجددة للقرآن الكريم إلى قيام الساعة .
علاقة القرآن بالمناهج التى سبقته
القرآن يتفق مع المناهج التى سبقته ولكنه يضيف عليها ويصحح ماحذف منها .. فالتوراة والإنجيل والزبور من الله .. ولكنها تحمل المنهج فقط .. أما القرآن .. فهو المنهج والمعجزة الدالة على صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فالتوراة كانت منهج موسى ومعجزته العصا .. والإنجيل منهج عيسى ومعجزته إبراء الأكمه والأبرص بإذن الله .. إذاً بالنسة للرسل السابقين .. كانت المعجزة شيئاً والمنهج شيئاً آخر .. ولكن القرآن تميز بأنه المنهج والمعجزة معاً .. ذلك أن المناهج التى أرسلها الله على الرسل السابقين أرسلها على نية تغييرها .. ولكن القرآن الكريم نزل على نية الثبات إلى يوم القيامة .
لماذا محمد عليه الصلاة والسلام
إننا إذا تتبعنا حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم نجد أنه أمياً لا يقرأ ولا يكتب ولم ينبغ فى الشعر أو النثر ومن هنا كان حظه عليه الصلاة والسلام حظاً عادياً من البلاغة دون نبوغ .. ومع ذلك جاءت رسالته تتحدى قومه فى البلاغة واللغة .. ولو أنه صلى الله عليه وسلم كان مشهوراً بالبلاغة لقالوا أن القرآن عبقرية أدائية لمواهب كانت موجودة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ الصغر .. ومواهب الناس عادة تظهر قبل سن العشرين أو الثلاثين إذا كانت الموهبة متأخرة .. ولكنها لا تتأخر أبداً حتى سن الأربعين .. وبعض الناس يقولون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عنده الإعجاز اللغوى وأخفاه حتى سن الأربعين .. نقول ان هذا الكلام لا يتفق مع العقل .. لأننا نموت فى عالم أغيار يموت فيه الناس قبل سن العشرين وقبل الثلاثين وقبل الأربعين .. فمن الذى أخبر محمد عليه الصلاة والسلام أنه لن يموت قبل سن الأربعين حتى يكتم هذه العبقرية إلى هذا السن ؟ .. كما أن المقدمات لا توحى إلى محمد عليه الصلاة والسلام أن يكتم عبقريته عن الناس حتى يصل إلى هذه السن .. لأن أباه وأمه قد ماتا وهو فى سن صغير .. ولذلك عندما جاء الكفار وطلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغير القرآن كما يروى لنا القرآن الكريم فى قوله تعالى .. " وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ " .. ولو أن هذا القرآن من عند محمد عليه الصلاة والسلام ربما بدله حتى يؤمن من كفر ولكن الحق سبحانه وتعالى يعلم رسوله أن يرد عليهم بالحجة البالغة .. " قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ " .. من هذا الذى ينسب إليه الكمال فيرفضه ؟ .. ويقول هذا ليس من عندى .. مع أن الناس تدعى كمالات الغير .. فكم من انسان رأى إعجاب الناس بعمل من الأعمال فنسبه إلى نفسه .. بل إن الناس تتصارع على نسب الأشياء الجيدة لنفسها ..
رسول الله أمياً لا يقرأ ولا يكتب
وهذه لفتة أخرى هل يمكن أن تكون لرجل أمى ثلاثة أساليب متميزة تختلف بعضها عن بعض تماماً .. وهى أسلوب القرآن الكريم وأسلوب الأحاديث القدسية وأسلوب الأحاديث النبوية .. لا توجد عبقرية فى الدنيا من يوم أن خُلقت إلى يومنا هذا لها ثلاثة أساليب لكل منها طابع مميز لا يتشابه مع الآخر .. لأن الشخصية الأسلوبية لأى إنسان هى شخصية مميزة ولكل منا شخصية أسلوبية واحدة إذا حاول أن يخرج منها فإنها تغلبه .
قالوا ساحر وشاعر ومجنون
قالوا .. ساحر .. وكان الرد ببساطة أن المسحور ليس له إرادة مع الساحر بحيث يستطيع دفع السحر عن نفسه .. فإذا كان محمد عليه الصلاة والسلام ساحر فلماذا لم يسحركم أنتم حتى تؤمنوا به .. وقالوا .. مجنون .. نقول لهم إن الجنون عمل بدون رتابة بمعنى أنك لا تستطيع أن تتنبأ بما يفعله المجنون فى اللحظة القادمة .. فقد يجلس يتحدث معك وبعد دقيقة واحدة يضربك .. وتجده يبكى وبعد ثوان قليلة يضحك .. ورد الله تبارك وتعالى عليهم فقال .. " ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ .. مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ .. وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ .. وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ " .. فهو بشهادتهم كان معروفاً بينهم بالصدق والأمانة والخلق الحسن وكانوا يلقبونه بالصادق الأمين .. وقالوا .. شاعر وكاهن .. فرد عليهم القرآن .. " إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ .. وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ .. وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ " .. وقولهم شاعر مردود عليه .. بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل الشعر فى حياته .. والمواهب لا تأتى فجأة بل لابد أن تصقلها التجربة والخطأ .. أما قولهم كاهن .. فالإنسان ينسى بمرور الوقت ولذلك قيل .. إذا كنت كذوباً فكن ذكورا .. وإذا أردنا أن نعرف الحقيقة فإننا نسأل الإنسان على فترات فإذا كان كاذباً فإنه يتخبط فى أقواله .. ورسول الله أمى .. كان ينزل عليه الوحى بالآيات فيتلوها على أصحابه .. ثم يؤذن للصلاة بعد ذلك بساعات فيتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الآيات التى نزلت عليه دون ان يغير منها حرف واحد .. ولذلك كان يقول الحق تبارك وتعالى .. " قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ " لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان يأتى بالقرآن من عنده لنسى ولغير وبدل .
الهدف من الموضوع
إيماننا فعلاً ليس قولاً بأن هذا القرآن مُنزل من السماء .. من الذى خلقك .. من رب العالمين .. لأننا إذا آمنا بذلك لعملنا به ولكن للأسف كلنا ندعى حب الله ورسوله ومانحن بمحبين لأن المحب لا يخالف وإن أراد لم يستطع كما قال الشيخ الحوينى .. وقال أيضاً أن أكثر أهل الأرض أدعياء لقوله تعالى " وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ " " بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ " .. فكثير من الناس يدعى الأمانة وليس بأمين ويدعى العلم وليس بعليم ويدعى الشرف وليس بشريف .. ومن جملة الدعاوى دعوى محبة النبى عليه الصلاة والسلام .. فاللهم رُدنا إلى الحق رداً جميلا واهدنا إلى صراطك المستقيم .
أسألكم الدعاء لى ولجميع المسلمين بالهداية
فى رعاية الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق