المرأة ..


نظرة على الشارع وعلى فاترينة الأزياء ومجلات الموضة وصالونات الكوافير واعلانات الروج والمانيكير .. سوف تشعرنا بمدى الجناية التى جنتها الحضارة المادية العصرية على عقلية المرأة .. ومن الوهلة الأولى سوف نفهم أن هذه .. الحضارة لم تر فى المرأة إلا دمية أو إلا لعبة أو متعة لإثارة الرغبة والشهوة وإشعال الخيال .


هكذا أرادوا بالمرأة حينما صمموا لها الفساتين ووسعوا لها الفتحات على الصدر والظهر وحينما حزقوا لها البنطلونات وضيقوا البلوزات .. واستدرجوا المرأة من غرورها حينما قالوا لها .. ما أجمل صدرك .. ما أجمل كتفيك .. ما أروع ساقك .. ما أكثر جاذبيتك حينما يكون كل هذا عارياً .. ووقعت المرأة فى الفخ .. وخلعت ثوب حيائها .. وعرضت جسمها سلعة تنهشها العيون .


وقالوا لها البيت سجن .. وإرضاع الأطفال تخلف .. وطهى الطعام بدائية .. وقالوا لها جسمك ملكك أنت حرة فيه بلا حسيب ولا رقيب وليس لك إلا حياة واحدة وكل يوم يمضى من أيامك لن يعود .. عيشى حياتك بالطول وبالعرض .. أنفقى شبابك قبل أن ينفد .. واستثمرى أنوثتك قبل أن تشيخ ولا تعود لها سوق !


وساهم الفن بدوره ليروج هذا المفهوم .. ساهمت السينما والمسرح والإذاعة والأغنية والرقصة والقصيدة .. ودخلت الغواية إلى البيوت من كل باب وتسربت إلى العقول وتخللت الجلد وأشعلت الخيال بسعار الشهوات .. وأصبحت المُثل العليا فى المجتمع هى أمثال مارلين مونرو .. وأصبحت البطلات صاحبات المجد عندنا أمثال شفيقة القبطية ومنيرة المهدية !


وظنت المرأة بنفسها الشطارة والفهلوة فظنت أنها تقدمت على أمها وجدتها حينما اختارت لنفسها هذه المسالك .. والحقيقة أنها استدرجت من حيث لا تدرى .. وكانت ضحية الإيحاء والإستهواء وبريق الألفاظ وخداع الفن والإعلام الذى تصنعه حضارة مادية وثنية لا تؤمن إلا باللحظة ولا تعترف إلا بلذائذ الحس .. الصنم المعبود فيها هو نفسه وهواه .


كم خدعوك يا أخت .. وكم استدرجوك إلى حتفك .. وخلعوكى من عرشك وانتزعوكى من خدرك .. وباعوكِ فى أسواق النخاسة رقيقاً تثمن بقدر ما فيها من لحم .. وأنت نصف الأمة .. ثم إنك تلدين لنا النصف الآخر .. فأنت أمة بأسرها .. ولا يستطيع الرجل أن يقود التطور وحده .. تُرى هل آن الأوان أن تعيدى النظر .. تُرى هل آن الأوان لتعرفى قدرك وتعرفى دورك ؟!
من كتاب " الإسلام .. ما هو ؟ "
للدكتور مصطفى محمود
فى رعاية الله ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق