المقولة اللى بتقول
إن إندماج الإثنين فى واحد هو أكبر الشواهد على عمق الحب وحسن الصحبة وسلامة المعاشرة
هى كذبة عظيمة وثمرة تطبيقها نكبة مؤكدة وكارثة ليست فى الحسبان
أولا لأن الإندماج مستحيل ولا يمكن لاثنين ان يصبحا واحداً
الله خلق كلاً منا فرداً مفرداً فريداً منفرداً
وكل منا يولد وحده ويمرض وحده ويتألم وحده ويشيخ وحده ويموت وحده ويلقى الله وحده ويحاسب وحده
" ذرنى ومن خلقت وحيدا "
" وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً "
الفردية هى حقيقتنا
والتعاطف والمشاركة الوجدانية والمواساة شىء غير الإقتحام والغزو والإدماج
التعاطف هو الحياة معا
والإندماج هو أن يقوم أحد الطرفين فى أنانية بإلتهام الآخر وهضمه وإستيعابه
بحجة أنه يجب أن يكونا واحداً لا أسرار ولا خفايا ولا خصوصيات
واللى فى جيبى فى جيبك .. واللى فى بطنى فى بطنك
وينسى الذين يروجون هذا الكلام أن انتهاك الخصوصية هو أسوأ أنواع العدوان
وما يلبث أن يتحول الإثنان إلى ألد الأعداء
لابد من إحترام المسافة التى تحفظ لكل فرد مجاله الخاص
وكينونته الخاصة كإنسان مستقل له الحق فى أن يطوى ضلوعه على أى شىء
وما يتصوره البعض إندماجا يولد فيه الحبيبان هو فى واقع الأمر تصادم مهلك يهلك فيه الإثنان
فلا يمكن أن يصبح الإثنان واحداً إلا بعمليات بتر وتمزيق وزرع أعضاء
وتكون النتيجة أن يرفض كل جسم العضو المزروع كما يحدث فى حكايات زرع القلوب
ويموت الإثنان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق