الحرية



أغلى أمل فى الدنيا هو الحرية


الطفل يحلم أنه يلعب فى حرية

البنت تحلم بأنها تحب فى حرية

الرجل يحلم بأن يعمل فى حرية ولكن الحرية نفسها لا تكفى

الحرية تطالب بدينها بإستمرار تطالب بالمسئولية , تطالب بعبء تحمله
وإن لم تجد عبئا تتحول هى نفسها إلى عبء لا يحتمل ولا يطاق

الجندى البسيط إذا جاءته ليلة القدر .. وقالت له إذهب أنت مارشال

أنت قائد حر التصرف فى الجيش كله

من الآن أنت مطلق من كل قيد ومن كل أمر

من الآن كلمتك أنت هى الأمر

لا أحد يقرر لك مصيرك

ولا أحد له الحق فى أن يصدر إليك تعليمات

أنت من الآن مصدر لكل التعليمات
ومقرر لكل المصائر

لو حدث هذا للجندى البسيط

فإنه سوف يصاب بالذهول

ثم يصاب بالخوف

ثم يرتعد من هول الموقف

إن كل كلمة يقولها يمكن أن تقرر مصير الجيش كله

ومن يدريه أنه لن يخطىء التقدير

إن جسامة المسئولية تشل عقله من الخوف

وهو سوف يرفض هذه الحرية
وهذه هى مشكلة الحرية

إنها مادة ثمينة جدا ولكنها خطرة

مثل مادة الراديوم أغلى من الذهب والبلاتين

ولكنها مدمرة محرقة

تشع إشعاعات قاتلة

وهى تستطيع أن تشفى من السرطان

ولكنها يمكن أن تسبب السرطان

إذا لم يعرف الطبيب كيف يستعملها

الحرية بدون أهداف وبدون برنامج وبدون غاية تبذل من أجلها

عبء ثقيل

أول من ستشقى بهذه الحرية هى المرأة نفسها

إنها ستبكى من العذاب إذا كان لها عشيقا واحد

وستبكى من الملل إذا كان لها عشرة عشاق

وستبكى من الهوان إن طلقها زوجها

وستبكى من الندم إذا تشرد أولادها

وستبكى من الوحدة حينما تبلغ سن الأربعين وتترهل

وينفض من حولها من العشاق

وتفتقد دفء البيت

وستكتشف ان هذا البريق الذى كانت تجرى خلفه لم يكن الحرية

وإنما كان عبودية غرائزها .. وقيود أنانيتها

أيام زمان

لم تكن المرأة فى حاجة إلى أى مجهود لإجتذاب الرجل

فهو دائما مجذوب من تلقاء نفسه

يتلصص ورائها من ثقوب الأبواب

ويقف ملطوعا بالساعات فى الشارع على أمل أن يظهر ظلها من خلف شيش النافذة

كان مجذوبا لأنه لم يكن يعثر لها على أثر

كان يعيش فى عالم كله من الرجال

ويعمل فى عالم كله من الرجال

وكانت المراة شىء شحيح نادر لا يظهر فى الطرقات

ولا يظهر فى المدارس ولا المكاتب

وإنما يختبىء فى البيوت داخل عباءات وملاءات وجلاليب طويلة

ولم يكن هناك طريق للوصول إليها سوى أن يتزوجهاعلى سنة الله ورسوله

بدون بروفه وبدون معاينه وبدون كلام
ولكن الظروف تغيرت تماما

خرجت المرأة من البيت إلى الشارع

والحقيقة نحن الذين ضحكنا عليها وأخرجناها بحجة الحرية والتحرر والنهضة النسائية

لنتمتع برؤيتها ببنطلون مقسم

وصدر عريان

وأخيرا بالمايوه

كل ده ببلاش

بدون زواج وأزحنا عن كاهلنا نصف أعمالنا ووضعناها على أكتافها

وتعالى جاء دورك يا شريكة العمر

وصرخت شريكة العمر

فقلنا عيب

فين الكفاح ؟

أنتى إمرأة عظيمة مكافحة

بطلة

إنسانه حره

ولدت حرة .. وتعيشين حرة

ولا نستطيع أن نحتكر شرف العمل والكفاح لنا وحدنا

لقد جاء الوقت الذى تنتزعين فيه راية الحرية الكفاح والعمل من أيدينا

ونتيجة هذا التطور

بدأنا نشبع من رؤية النساء بالروج والبودرة والشورت والمايوه

شبعنا من رؤية الكوارع الضانى التى كان اللعاب يسيل عليها فيما مضى

ويدفع الشاب جريا إلى المأذون ليحظى بها

وبدأنا نستريح ونضع فى بطننا بطيخة صيفى

وهكذا فقدت المرأة هيبتها

وأصبحت قريبة وسهلة

وهذه السهولة أبعدت فكرة الزواج عن ذهن الشباب أكثر وأكثر

ولا مفر إذن من أن تتنازل عن تمنعها وتسمح بقبلة أو حضن ع الماشى

وتقول يا باسط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق