الوهم



محمد أفندى بسيونى رجل عادى

أنفق نصف عمره فى التعليم والنصف الآخر فى نسيان هذا التعليم على مكتب الوظيفه
لا يثيره إلا شىء واحد فى الدنيا
ان تقول له : إن زرار جاكتتك مفكوك .. وشكلك غير محترم
فليس له سوى مثل أعلى واحد هو الإحترام
طول عمره وهو يجرى وراء هدف واحد وهو الإحترام
دخل كلية التجارة ليقال أنه طالب جامعى محترم
وإلتحق بوظيفة ثابته ليقال انه موظف محترم
وتزوج فى سن مبكرة ليقال أنه زوج محترم
واختار أصدقائه من كبار الموظفين ليقال إنه إنسان محترم

ولبس الطربوش والكرافته فى أغسطس ليقال أنه رجل محترم

وهو قبل أن يتحدث يفكر قليلا .. لا فيما يريد أن يقوله ..

وإنما فيما يقوله الناس المحترمون فى مثل هذه المواقف
ثم يردده فى سعادة وهو يفرك يديه وينظر حوله فى عيون المستمعين
ليجمع منها نظرات الإحترام كما يجمع الفلاح لوزات القطن من حقله
لا يحب زوجته .. ولا تطيقه زوجته
ولكنه يحتفظ بشكل العلاقة بينهما حتى يظل محترما
إنه حسب ما ترغب انت .. لا حسب ما يرغب هو
لقد باع شخصيته ليشترى إحترام الناس ورضاهم
لم يفكر لحظة فى مدلول هذا الإحترام
ولم يناقشه ولم يشك فيه
فهو قيمة عليا تتضاءل امامها كل حقيقة حتى حقيقته

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق