من ديوان أحمد مطر






فكرت بأن أكتب شعراً

لا يهدر وقت الرقباء

لا يتعب قلب الخلفاء

لا تخشى من أن تنشره

كل وكالات الأنباء

ويكون بلا أدنى خوف

في حوزة كل القراء

هيأت لذلك أقلامي

ووضعت الأوراق أمامي

وحشدت جميع الآراء

ثم.. بكل رباطة جأش

أودعت الصفحة إمضائي

وتركت الصفحة بيضاء

راجعت النص بإمعان

فبدت لي عدة أخطاء

قمت بحك بياض الصفحة

واستغنيت عن الإمضاء


الجثـة

في مقلب الإمامة

رأيت جثة لها ملامح الأعراب

تجمعت من حولها النسور والذباب

وفوقها علامة

تقول هذي جثة كانت تسمى سابقا كرامة




كلـب الـوالـي

كلب والينا المعظم

عظني اليوم ومات

فدعاني حارس الأمن لأعدم

عندما اثبت تقرير الوفاة

ان كلب السيد الوالي تسمم


مـلحوظــة


ترَكَ اللّصُّ لنـا ملحوظَـةً

فَـوقَ الحَصيرْ

جاءَ فيها

لَعَـنَ اللّهُ الأمـير

لمْ يَـدَعْ شيئاً لنا نسْرِقَـهُ

إلاَّ الشّخـيرْ


مـشـاتـمـة
قال الصبي للحمار يا غبى

قال الحمار للصبي

يا عربي

كابـوس
الكابوس أمامي قائم

قمْ من نومكَ

لست بنائم

ليس، إذن، كابوساً هذا

بل أنت ترى وجه الحاكم




بـدائــل
فَتَحـتْ شُبّاكَهـا جارتُنـا

فَتَحَـتْ قلـبي أنـا

لمْحـَـةٌ

واندَلَعَـتْ نافـورةُ الشّمسِ

وغاصَ الغَـدُ في الأمسِ

وقامَـتْ ضجّـةٌ صامِتـةٌ ما بينَنـا

لـمْ نقُلْ شيئاً

وقُلنـا كُلُّ شيءٍ عِنـدَنا

يا أباها ا لـمـؤ مِنـا

سالـتِ النّارُ من الشُبَّاكِ

فافتَـحْ جَنّـةَ البابِ لَنـا

يا أباهـا إنّنـا

لَستُـمْ على مذهبِنـا

لكنّنـا

لستُمْ ذوي جـاهٍ ولا أهـلَ غِـنى

لكِنّنـا

لستُمْ تَليْقـونَ بِنـا

لكنّنـا

شَـرّفْتَنـا

أُغلِـقَ البابُ

وظلّـتْ فتْحَـةُ الشُّباكِ جُرحاً فاغِـراً

ينـزِفُ أشـلاءَ مُنـى

وخيالاتِ انتِحـارٍ

ومواعيـدَ زِنــى



الغـر يـب


كُلُّ ما في بَلْـدَتي

يَمـلأُ قلـبي بالكَمَـدْ

بَلْـدَتي غُربـةُ روحٍ وَجَسَـدْ

غُربَـةٌ مِن غَيرِ حَـدْ

غُربَـةٌ فيها الملاييـنُ

وما فيها أحَـدْ

غُربَـةٌ مَوْصـولَةٌ

تبـدأُ في المَهْــدِ

ولا عَـوْدَةَ منها .. للأبَـدْ

شِئتُ أنْ أغتـالَ مَوتي

فَتَسلّحـتُ بِصوتـي

أيُّهـا الشِّعـرُ لَقَـدْ طالَ الأَمَـدْ

أهلَكَتني غُربَتي ، يا أيُّها الشِّعرُ

فكُـنْ أنتَ البَلَـدْ

نَجِّـني من بَلْـدَةٍ لا صوتَ يغشاها

سِـوى صوتِ السّكوتْ

أهلُها موتى يَخافـونَ المَنايا

والقبورُ انتَشرَتْ فيها على شَكْلِ بُيوتْ

ماتَ حتّى المــوتُ

.. والحاكِـمُ فيها لا يمـوتْ

ذُرَّ صوتي، أيُّها الشّعرُ، بُروقـاً

في مفا زاتِ الرّمَـدْ

صُبَّـهُ رَعْـداً على الصّمتِ

وناراً في شرايينِ البَرَدْ

ألْقِــهِ أفعـى

إلى أفئِـدَةِ الحُكّامِ تسعى

وافلِـقِ البَحْـرَ

وأطبِقْـهُ على نَحْـرِ الأساطيلِ

وأعنـاقِ المَساطيلِ

وطَهِّـرْ مِن بقاياهُمْ قَذ اراتِ الزَّبَـد

إنَّ فِرعَــونَ طغى، يا أيُّها الشّعـرُ

فأيقِظْ مَـنْ رَقَـدْ

قُل هوَ اللّهُ أحَـدْ

قُل هوَ الّلهُ أحَـدْ

قُل هوَ الّلهُ أحَـدْ

قالَها الشِّعـرُ

وَمَـدَّ الصّـوتَ، والصّـوتُ نَفَـدْ

وأتـى مِنْ بَعْـدِ بَعـدْ

واهِـنَ الرّوحِ مُحاطاً بالرّصَـدْ

فَـوقَ أشـداقِ دراويشٍ

يَمُـدّونَ صـدى صوتـي على نحْـريَ

حبـلاً مِن مَسَـدْ

وَيَصيْحــونَ .. مدد


عـبـاس


عباس وراء المتراس

يقظ منتبه حساس

منذ سنين الفتح يلمع سيفه

ويلمع شاربه أيضا، منتظرا محتضنا دفه

بلع السارق ضفة

قلب عباس القرطاس

ضرب الأخماس بأسداس

لملم عباس ذخيرته والمتراس

ومضى يصقل سيفه

عبر اللص إليه، وحل ببيته

أصبح ضيفه

قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه

صرخت زوجة عباس أبناؤك قتلى، عباس

ضيفك راودني، عباس

قم أنقذني يا عباس

عباس ــ اليقظ الحساس ــ منتبه لم يسمع شيئا

زوجته تغتاب الناس

صرخت زوجته عباس، الضيف سيسرق نعجتنا

قلب عباس القرطاس ، ضرب الأخماس بأسداس

أرسل برقية تهديد

فلمن تصقل سيفك يا عباس؟

لوقت الشدة

إذا ، اصقل سيفك يا عباس


بـلاد العـرب


بعد ألفي سنة تنهض فوق الكتب

نبذه عن وطن مغترب

تاه في ارض الحضارات من المشرق حتى المغرب

باحثا عن دوحة الصدق ولكن عندما كاد يراها حية مدفونة وسط بحار اللهب

قرب جثمان النبي

مات مشنوقا عليها بحبال الكذب

وطن لم يبق من آثاره غير جدار خرب

لم تزل لاصقة فيه بقايا من نفايات الشعارات وروث الخطب

عاش حزب ا لـ...، يسقط ا لـخـا...، عـا ئد و...، والموت للمغتصب

وعلى الهامش سطر

أثر ليس له اسم

إنما كان اسمه يوما بلاد العرب

سـلاطـيـن بـلادي
الأعادي

يتسلون بتطويع السكاكين

وتطبيع الميادين

وتقطيع بلادي

وسلاطين بلادي

يتسلون بتضييع الملايين

وتجويع المساكين

وتقطيع الأيادي

ويفوزون إذا ما أخطئوا الحكم بأجر ا لاجتهاد

عجبا، كيف اكتشفتم آية القطع، ولم تكتشفوا رغم العوادي

آية واحدة من كل آيات الجهاد



ثـارات

قطفـوا الزهرة.. قالت من ورائي برعم سوف يثور

قطعوا البرعم.. قال غيره ينبض في رحــم الجذور

قلعوا الجذر من التربة.. قال إنني من أجل هذا اليوم خبأت البذور

كامن ثأري بأعمـاق الثرى

وغداً سوف يرى كل الورى

كيف تأتي صرخة الميلاد من صمت القبور

تبــرد الشمس ولا تبــرد ثارات الزهـــور



عــمــلاء
الملايين على الجوع تنام

وعلى الخوف تنام

وعلى الصمت تنام

والملايين التي تصرف من جيب النيام

تتهاوى فوقهم سيل بنادق

ومشانق

وقرارات اتهام

كلما نادوا بتقطيع ذراعي كل سارق

وبتوفير الطعام

عرضنا يهـتـك فوق الطرقات

وحماة العرض أولاد حرام

نهضوا بعد السبات

يـبـسطون البسط الحمراء من فيض دمانا

تحت أقدام السلام

أرضنا تصغر عاما بعد عام

وحماة الأرض أبناء السماء

عملاء

لا بهم زلزلة الأرض ولا في وجههم قطرة ماء

كلما ضاقت الأرض، أفادونا بتوسيع الكلام

حول جدوى القرفصاء

وأبادوا بعضنا من أجل تخفيف الزحام

آه لو يجدي الكلام

آه لو يجدي الكلام

آه لو يجدي الكلام

هذه الأمة ماتت والسلام



الحلـم

وقفت مابين يدي مفسر الأحلام

قلت له يا سيدي رأيت في المنام

أني أعيش كالبشر

وأن من حولي بشر

وأن صوتي بفمي، وفي يدي الطعام

وأنني أمشي ولا يتبع من خلفي أثر

فصاح بي مرتعد يا ولدي حرام

لقد هزئت بالقدر

يا ولدي ، نم عندما تنام

وقبل أن أتركه تسللت من أذني أصابع النظام

واهتز رأسي وانفجر



أقـزام طـوال

أيُّها الناس قفا نضحك على هذا المآل
رأسًنا ضاع فلم نحزن

ولكنّا غرقنا في الجدال

عند فقدان النعال

لا تلوموا

" نصف شبر" عن صراط الصف مال

فعلى آثاره يلهث أقزام طوال

كلهم في ساعة الشدّة آباءُ رغال

لا تلوموه

فكل الصف أمسى خارج الصف

وكل العنتريات قصور من رمال

لا تلوموه

فما كان فدائياً .. بإحراج الإذاعات

وما باع الخيال .. في دكاكين النضال

هو منذ البدء ألقى نجمة فوق الهلال

ومن الخير استقال

هو إبليس فلا تندهشوا

لو أن إبليس تمادى في الضلال

نحن بالدهشة أولى من سوانا

فدمانا

صبغت راية فرعون

وموسى فلق البحر بأشلاء العيال

ولدى فرعون قد حط الرحال

ثم ألقى الآية الكبرى

يداً بيضاء.. من ذُلِّ السؤالْ

أفلح السحر

فها نحن بيافا نزرع القات

ومن صنعاء نجني البرتقال

أيها الناس

لماذا نهدر الأنفاس في قيلٍ وقالْ؟

نحن في أوطاننا أسرى على أية حال

يستوي الكبش لدينا والغزال

فبلاد العرب قد كانت وحتى اليوم هذا لا تزال

تحت نير الاحتلال

من حدود المسجد الأقصى .. إلى البيت الحلال

لا تنادوا رجلاً فالكل أشباه رجال

وحواةٌ أتقنوا الرقص على شتى الحبالْ

و يمينيون .. أصحاب شمالْ

يتبارون بفنِّ الاحتيالْ

كلهم سوف يقولون له : بعداً

ولكن .. بعد أن يبرد فينا الانفعال

سيقولون: تعال

وكفى الله " السلاطين " القتال

إنّني لا أعلم الغيب

ولكن .. صدّقوني

ذلك الطربوش .. من ذاك العقال


حب الوطن
ما عندنا خبز ولا وقود
ما عندنا ماء.. ولا سدود
ما عندنا لحم.. ولا جلود
ما عندنا نقود
كيف تعيشون إذن؟
نعيش في حب الوطن
الوطن الماضي الذي يحتله اليهود
والوطن الباقي الذي
يحتله اليهود
أين تعيشون إذن؟
نعيش خارج الزمن
الزمن الماضي الذي راح
ولن يعود
والزمن الآتي الذي
ليس له وجود
فيم بقاؤكم إذن؟
بقاؤنا من أجل أن نعطي التصدي حقنة
وننعش الصمود لكي يظلا شوكة
في مقلة الحسود


قلة أدب
قرأت في القرآن
تبت يدا ابي لهب
فأ عـلنت وسائل الإذعان
أن السكوت من ذهب
وصودر القرآن
لأنه حرضني
على الشغب
زمـن الحمـيـر
المعجزات كلها في بدني
حي أنا لكن جلدي كفني
أسير حيث أشتهي لكنني أسير
نصف دمي بلازما، ونصفه خبير
مع الشهيق دائما يدخلني، ويرسل التقرير في الزفير
وكل ذنبي أنني آمنت بالشعر، وما آمنت بالشعير
في زمن الحمير


إلحاح
ما تهمتي؟
تهمتك العروبة
قلت لكم ما تهمتي؟
قلنا لك العروبة
يا ناس قولوا غيرها
أسألكم عن تهمتي
ليس عن العقوبة


أوصـاف ناقـصـة


نزعم أننا بشر
لكننا خراف
ليس تماماً.. إنما
في ظاهر الأوصاف
نُقاد مثلها؟ نعم
نُذعن مثلها؟ نعم
نُذبح مثلها؟ نعم
تلك طبيعة الغنم
لكنْ.. يظل بيننا وبينها اختلاف
نحن بلا أردِية
وهي طوال عمرها ترفل بالأصواف
نحن بلا أحذية
وهي بكل موسم تستبدل الأظلاف
وهي لقاء ذلها.. تـثغـو ولا تخاف
ونحن حتى صمتنا من صوته يخاف
وهي قُبيل ذبحها
تفوز بالأعلاف
ونحن حتى جوعنا
يحيا على ا لكفاف

هل نستحق، يا ترى، تسمية الخراف؟





افـتـراء
شعب أمريكا غبي
كف عن هذا الهُراء
لا تدع للحقد
أن يبلغ حد الافتراء
قل بهذا الشعب ما شئت
ولكن لا تقل عنه غبيا
أيقولون غبياً
للغباء؟
الرمضاء والنار
ذلك المسعور ماض في إ قتفا ئي
صُن حيائي
يا أخي أرجوك.. لا تقطع رجائي
صُن حيائي
أنا يا سيدتي؟! لكنني لص وسفاك دماء
فلتكن مهما تكن ليس مهما
.. إن شرطياً ورائي



أعـيـاد
قال الراوي
للناس ثلاثة أعياد
عيد الفطر،
وعيد الأضحى
والثالث عيد الميلاد
يأتي الفطر وراء الصوم
ويأتي الأضحى بعد الرجم
ولكنّ الميلاد سيأتي
ساعة إعدام الجلاد
قيل له : في أي بلاد؟
قال الراوي
من تونس حتى تـطـوان
من صنعاء إلى عمّان
من مكة حتى بغداد
قُتل الراوي.
لكنّ الراوي يا موتى
علمكم سر الميلاد

البكاء الأبيض
كنت طفلا
عندما كان أبي يعمل جنديا
بجيش العاطلين
لم يكن عندي خدين
قيل لي
إن ابن عمي في عداد الميتين
وأخي الأكبر في منفاه، والثاني سجين
لكنِ الدمعة في عين أبي
سر دفين
كان رغم الخفض مرفوع الجبين
غير أني، فجأة
شاهدته يبكي بكاء الثاكلين
قلت: ماذا يا أبي؟
رد بصوت لا يبين
ولدي.. مات أمير المؤمنين
نازعتني حيرتي
قلت لنفسي
يا ترى هل موته ليس كموت الآخرين؟
كيف يبكيه أبي، الآن
ولم يبكِ الضحايا الأقربين؟
ها أنا ذا من بعد أعوام طوال
أشتهي لو أنني
كنت أبي منذ سنين
كنت طفلاً
لم أكن أفهم ما معنى
بكاء الفرِحِين


مـفـتـرق
يولد الناس جميعاً أبرياء
فإذا ما دخلوا مختبر الدنيا
رماهم وفق مرماهم بأرحام النساء
في اتجاهين
فأما أن يكونوا مستقيمين… وأما أن يكونوا رؤساء

منافسة
أُعلن الإضراب في دور البغاء
البغايا قلن
لم يبق لنا من شرف المهنة
إلا ألا د عاء
إننا مهما أتسعنا
ضاق باب الرزق
من زحمة فسق الشركاء
أبغايا نحن؟
كلا.. أصبحت مهنتنا أكل هواء
وكان العهر مقصورا
على جنس النساء
ما الذي نصنعه؟
ما عاد في الدنيا حياء
كلما جئنا لمبغى
فتح الأوغاد في جانبه مبغى
وسموه: اتحاد الأدباء



أقسى من الإعدام

الإعدام أخف عقاب
يتلقاه الفرد العربي
أهناك أقسى من هذا؟
طبعاً
فالأقسى من هذا
أن يحيا في الوطن العربى


الممكن والمستحل

لو سقط الثقب من الإبرة
لو هوت الحفرة في حفرة
لو سكِرت قنينة خـمره
لو مات الضِّحك من الحسرة
لو قص الغيم أظافره
لو أنجبت النسمة صخرة
فسأؤمن في صحة هذا
وأُقِرُّ وأبصِم بالعشرة
لكنْ.. لن أؤمن بالمرة
أن بأوطاني أوطانا
وأن بحاكمها أملاً
أن يصبح، يوماً، إنسانا
أو أن بها أدنى فرق
ما بين الكلمة والعورة
أو أن الشعب بها حر
أو أن الحرية.. حرة

مكتوب

من طرف الداعي
إلى حضرة حمّال القُرَح
لك الحياة والفرح
نحن بخير، وله الحمد، ولا يهمنا شيء سوى فراقكم
نود أن نعلمكم أن أباكم قد طفح
وأمكم توفيت من فرط شدة الرشح
وأختكم بألف خير.. إنما
تبدو كأنها شبح.
تزوجت عبد العظيم جاركم
وزوجها في ليلة العرس ا نذبح
ولم يزل شقيقكم
في السجن.. لارتكابه أكثر من عشر جُنح
وداركم عامرة .. أنقاضها
وكلبكم مات لطول ما نبح
وما عدا ذلك لا ينقصنا
سوى وجودكم هنا
أخوكم الداعي لكم
قوس قزح
ملحوظة: كل الذي سمعته
عن مرضي بالضغط والسكرِ.. صح
ملحوظة ثانية: دماغ عمك انفتح
وابنة خالك اختفت. لم ندر ماذا فعلت
لكن خالك ا نفضح
ملحوظة أخيرة : لك الحياة والفرح



الرجل المناسب

باسم والينا المبجّل
قرروا شنق الذي اغتال أخي
لكنه كان قصيراً
فمضى الجلاد يسأل : رأسه لا يصل الحبل
فماذا سوف أفعل ؟… بعد تفكير عميق
أمر الوالي بشنقي بدلاً منه
لأني كنت أطول


وظيفة القلم

عندي قلم
ممتلئٌ يبحث عن دفتر
و الدفتر يبحث عن شعر
و الشعر بأعماقي مضمر
و ضميري يبحث عن أمن
و الأمن مقيم في المخفر
و المخفر يبحث عن قلم
عندي قلم
وقع يا كلب على المحضر



حديث الحمام

حدّث الصياد أسراب الحمام
قال: عندي قفصٌ أسلاكه ريش نعام
سقفه من ذهب
و الأرض شمعٌ و رخام
فيه أرجوحة ضوء مذهلة و زهورٌ بالندى مغتسلة
فيه ماءٌ و طعامٌ و منام
فادخلي فيه و عيشي في سلام
قالت الأسراب : لكن به حرية معتقلة
أيها الصياد شكراً
تصبح الجنة ناراً حين تغدو مقفلة
ثم طارت حرةً
لكن أسراب الأنام حينما حدثها بالسوء صياد النظام
دخلت في قفص الإذعان حتى الموت
من أجل وسام




تشخيص

من هناك ؟
لا تخف.. إني ملاك
- اقترب حتى أرى… لا، لن تراني
بل أنا وحدي أراك
- أيّ فخرٍ لك يا هذا بذاك ؟
لست محتاجاً لأن تغدو ملاكاً
كي ترى من لا يراك
عندنا مثلك آلاف سواك
إن تكن منهم فقد نلت مناك
أنا معتادٌ على خفق خطاك
و أنا أسرع من يسقط سهواً في الشباك
و إذا كنت ملاكاً
فبحق الله قل لي
أيّ شيطان إلى أرض الشياطين هداك ؟




مـنـفـيـون
لمن نشكو مآسينا ؟
ومن يصغي لشكوانا ، ويجدينا ؟
أنشكو موتنا ذلا لوالينا ؟
وهل موت ســيحـيـيـنا ؟
قطيع نحن والجزار راعينا
ومنفيون نمشي في أراضينا
ونحمل نعشنا قسرا بأيدينا
ونعرب عن تعازينا لنا فينا
فوالينا ، أدام الله والينا
رآنا أمة وسطا ، فما أبقى لنا دنيا
ولا أبقى لنا دينا
ولاة الأمر : ما خنتم ، ولا هنتم
ولا أبديتم ا للينا
جزاكم ربنا خيرا ، كفيتم أرضنا بلوى أعادينا
وحققتم أمانينا
وهذي القدس تشكركم
ففي تنديدكم حينا
وفي تهديدكم حينا
سحبتم أنف أمريكا
فلم تنقل سفارتها
ولو نقلت ــ معاذ الله لو نقلت ــ لضيعنا فلسطينا
ولاة الأمر هذا النصر يكفيكم ، ويكفينا
تهانينا


لافتة الكبش

الكبش تظلّم للراعي
ما دمت تفكر
في بيعي
فلماذا ترفض
إشباعي؟
قال له الراعي
ما الداعي؟
كل رعاة بلادي مثلي
وأنا لا أشكو و أ داعي
إ حسب نفسك
ضمن قطيعٌ عربي
وأنا الإقطاع






من أين أنت سيدي؟

فوجئت بالسؤال
أوشكت أن أكشف عن عروبتي
لكنني خجلت أن يقال
بأنني من وطن تسومه البغال
قررت أن أحتال
قلت بلا تردد
أنا من الأدغال
حدق بي منذ هلا
وصاح بانفعال
حقا من الأدغال؟
قلت: نعم
فقال لي
من عرب الجنوب.. أم
من عرب الشمال؟


أوصاف ناقصة


قال: ما الشيءُ الذي يمشي كما تَهوي القَدَمْ؟
قلتُ : شعبي قال: كلاّ .. هُوَ جِلدٌ ما به لحمٌ ودَمْ
قلتُ : شعبي قال : كلاً ..
هو ما تركبُهُ الأممْ .. قلت : شعبي
قال : فكّر جيّداً.. فيه فمٌ من غير فم
ولسانٌ موثقٌ لا يشتكي رغم الألمْ قلت : شعبي
قال : ما هذا الغباء؟
إنني أعني الحِذاءْ
قلت : ما الفرقُ؟ هما في كلِّ ما قلت سواءْ
لم تقلْ لي إنهُ ذو قيمةٍ أو إنهُ لم يتعرّض للتُّهمْ
لم تقل لي هُو ضاق برِجْلٍ وَرَّمَ الرِّجْلَ ولم يشكُ الورَمْ
لم تقل لي هو شيءٌ لم يقلْ يوماً نعم

حالات
بالتّمـادي
يُصـبِحُ اللّصُّ بأوربّـا
مُديراً للنـوادي
وبأمريكـا
زعيمـاً للعصاباتِ وأوكارِ الفسـادِ
و بإ و طا نـي التي
مِـنْ شرعها قَطْـعُ الأيادي
يُصبِـحُ اللّصُّ
رئيساً للبـلادِ



إعتـذار
صِحـتُ مِـن قسـوةِ حالـي
فـوقَ نَعلـي
كُلُّ أصحـابِ المعالـي
قيـلَ لي : عَيبٌ
فكرّرتُ مقالـي
قيلَ لي : عيبٌ
وكرّرتُ مقالي
ثُـمّ لمّا قيلَ لي : عيبٌ
تنبّهتُ إلى سـوءِ عباراتي
وخفّفتُ انفعالـي
ثُـمّ قدّمـتُ اعتِـذاراً
لِنِعالـي



هزيمـةُ المنتصــر

لو منحـونا ا لا لسِنَةْ
لو سالمونا ساعَـةً واحِدةً كلّ سَنَـهْ
لو وهبونا فسحةَ الوقتِ بضيقِ الأمكِنَةْ
لو غفر و ا يوماً لنا
إذا ا ر تكَبنا حَسَنَـهْ
لو قلبـوا مُعتَقلاً لِمصنَـعٍ
واستبدلـوا مِشنَقَـةً بِما كِنَـه
لو حوّلـوا السِّجـنَ إلى مَدْرَسَـةٍ
وكلّ أوراقِ الوشاياتِ إلى
دفاترٍ ملوّنـهْ
لو بادَلـوا دبّابَـةً بمخبز
وقايضـوا راجِمـةً بِمطْحنـةْ
لو جعَلـوا سـوقَ الجواري وَطَنَـاً
وحوّلـوا الرِّقَ إلى مواطَنَـهْ
لحَقّقـوا انتصـارَهمْ
في لحظـةٍ واحِـدَةٍ
على دُعـاةِ الصّهـيَنَـةْ
أقـولُ .. لو
لكـنّ ) لو ( تقولُ لا
لو حقّقـوا انتصارَهُـمْ ..لانهَزَمـوا
لأنَّهُم أنفُسَهم صَهاينَـةْ





اقتباس
إنّهـا لا تختفـي
إنهـا تقضي الليالـي، دائماً
في مِعطَفـي
دائمـاً تحضُـنُ، في الظُلْمـةِ، قلبي
هـذهِ الشّمسُ
لكي لا تنطَفـئ
قســوة
حَجَـرٌ يهمِسُ في سَمْعِ حَجَـرْ
أنتَ قاسٍ يا أخـي .
لمْ تبتَسِـم عن عُشبـه، يوماً
ولا رقّـتْ حَناياكَ
لأشـواقِ المَطَـرْ
ضِحكـةُ الشمسِ
على وجهِكَ مـرّتْ
وعويلُ الرّيحِ
في سَمعِكَ مَـرْ
دونَ أن يبقـى لشيءٍ منهـُما
فيكَ أَثـَرْ
لا أساريرُكَ بَـشّتْ للمسـرّاتِ
ولا قلبُكَ للحُزنِ انفَطَـرْ
أنتَ ماذا ؟
كُـنْ طَـريَّ القَلـبِ
كُـنْ سمْحَـاً، رقيقـاً
مثلَما أيِّ حَجَـرْ
لا تكُنْ مِثـلَ سلاطيـنِ البَشَـرْ


التهمـة
كنتُ أسيرُ مفـرداً
أحمِـلُ أفكـاري معـي
وَمَنطِقي وَمَسْمعي
فازدَحَمـتْ
مِن حَوْليَ الوجـوه
قالَ لَهمْ زَعيمُهم: خُـذوه
سألتُهُـمْ: ما تُهمتي؟
فَقيلَ لي
تَجَمُّعٌ مشبــوه



أُسلــوب

كُلَّمـا حَـلَّ الظّـلامْ
جَـدّتي تَروي الأسـاطيـرَ لنَـا
حتّى نَنـامْ .
جَدَّتـي مُعجَبَـةٌ جِـدّاً
بأسلــوبِ النّظـام



عجائب

إنْ أنَا في وَطَـني
أبصَرتُ حَوْلي وَطَنا
أو أَنَا حاولتُ أنْ أملِكَ رأسي
دونَ أن أدفعَ رأسي ثَمَنا
أو أنا أطلَقتُ شِعـري
دونَ أن أُسجَنَ أو أن يُسجَـنا
أو أنا لم أشهَـدِ النّاسَ
يموتونَ بِطاعـونِ القَلَمْ
أو أنا أبْصَـرتُ )لا) واحِـدَةً
وسْـطَ ملايينِ(نَعَـمْ)
أو أنا شاهَدتُّ فيها سـاكِناً
حرّكَ فيها ساكِنا
أو أنا لمْ ألقَ فيها بَشَـراً مُمتَهَنا
أو أنا عِشْـتُ كريماً مُطمئنّاً آمِنـا
فأنا- لا ريبَ - مجْنـونٌ
و إلاّ
فأنا لستُ أنا


تصـدير واسـتيراد
حَلَـبَ البقّـالُ ضـرعَ البقَـرةْ
ملأ السَطْـلَ .. وأعطاهـا الثّمـنْ
قبّلـتْ ما في يديهـا شاكِـرهْ
لم تكُـنْ قـدْ أكلَتْ منـذُ زَمـنْ
قصَـدَتْ دُكّانَـهُ
مـدّتْ يديهـا بالذي كانَ لديهـا
واشترَتْ كوبَ لَبـنْ




احتيـاط
فُجِعَـتْ بي زوجَـتي
حينَ رأتني باسِما
لَطَمـتْ كفّـاً بِكـفٍّ
واستَجارتْ بالسَّمـاء
قُلتُ : لا تنزَعِجـي .. إنّي بِخَيرٍ
لم يَزَلْ دائــي مُعافـى
وانكِسـاري سالِمـا
إ طمئنّي
كُلُّ شيءٍ فيَّ مازالَ كَما
لمْ أكُـنْ أقصِـدُ أنْ أبتَسِما
كُنتُ أُجري لِفمي بعضَ التّمارينِ احتياطاً
رُبّمـا أفرَحُ يومـاً
رُبّمــا


المفقـود
رئيسُنا كانَ صغيراً و ا نفَقَـدْ
فانتـابَ أُمَّـهُ الكَمَـدْ
وانطَلَقـتْ ذاهِلَـةُ
تبحـثُ في كُلِّ البَلَـدْ
قِيلَ لها : لا تَجْـزَعـي
فَلَـنْ يضِـلَّ للأبَـدْ
إنْ كانَ مفقـود ُكِ هذا طاهِـراً
وابنَ حَـلالٍ .. فَسَيلْقاهُ أَحـَـدْ
صاحــتْ
إذنْ ..ضـاعَ الوَلَـدْ



الـسـاعــة
دائِـرةٌ ضَيِّقَـةٌ
وهـارِبٌ مُـدانْ
أمامَـهُ وَخلْفَـهُ يركضُ مُخبِرانْ
هـذا هُـوَ الزّمـانْ



درس
ساعَـةُ الرّمــلِ بِـلادٌ
لا تُحِـبُّ الاستِلابْ
كُلَّمـا أفرَغَها الوقتُ مِنَ الروحِ
استعادتْ روحَها
لُـبـان
ماذا نملِك
من لحَظـاتِ العُمْـرِ المُضْحِكْ ؟
ماذا نَملِكْ ؟
العُمْـرُ لُبـانٌ في حَلْقِ السّاعةِ
والسّاعـةُ غانيـةٌ تَعلِكْ.
تـِكْ .. تِـكْ
تِـكْ .. تـِكْ
تِـكْ




محبـوس
حينَ ألقـى نظـرَةً مُنتَقِـدهْ
لقياداتِ النِظـامِ الفاسِـدَةْ
حُبِـسَ التّاريـخُ
في زِنـزانَـةٍ مُنْفَـرِدَةْ




الخاسـِـر
عِنـدما يلتَحِـمُ العقْربُ بالعَقـربِ
لا تُقتَـلُ إلاّ اللّحَظـاتْ
كـم أقامـا من حـروبٍ
ثُـمّ قامـا ، دونماَ جُـرْحٍ
وَجَيشُ الوَقـتِ مـاتْ

رقّـاص
يَخفِـقُ " الرقّاصُ " صُبحـاً وَمسـاءْ
ويَظـنُّ البُسَطـاءْ
أَنّـهُ يَرقصُ
لا يا هـؤلاءْ
هـوَ مشنوقٌ
ولا يـدري بما يفعلُهُ فيهِ الهـواءْ

صدمة
شعرتُ هذا اليوم بالصدمة
فعندما رأيتُ جاري قادماً
رفعتُ كفي نحوهُ مسلماً
مكتفياً بالصمت والبسمة
لأنني أعلم أن الصمت في أوطاننا .. حكمـهْ
لكنهُ رد عليَّ قائلاً
عليكم السلام والرحمـة
ورغم هذا لم تسجل ضده تهمه
الحمد لله على النعمـة
مـن قال ماتت عنـدنا
حُريّــة الكلْمـةْ ؟



طبيعة صامته
في مقلب القمامـة
رأيتُ جثـة لها ملامـحُ الأعراب
تجمعت من حولها النسور والدباب
وفوقها علامـة
تقولُ : هذي جيفـةٌ
كانت تسمى سابقاً .. كرامـه
وفي قصيدة أخرى يقول بنفس الأسلوب والتركيز
لقد شيّعتُ فاتنـةً
تسمّى في بلاد العُربِ تخريباً
وإرهابـاً
وطعنـاً في القوانين الإلهيـة
ولكن اسمها
واللـه
لكن اسمها في الأصل .. حرية


جاهـلـيـة
في زمان الجاهلية
كانت الأصنام من تمر
وإن جاع العباد
فلهم من جثة المعبود زاد
وبعصر المدنية
صارت الأصنام تأتينا من الغرب
ولكن بثياب عربية
تعبد الله على حرف ، وتدعو للجهاد
وتسب الوثنية
وإذا ما ستفحلت ، تأكل خيرات البلاد
وتحلي بالعباد
رحم الله زمان الجاهلية


الحارس السجين
وقفت في زنزانتي
اُقُلُبُ الأفكار
أنا السجين ها هنا
أ م ذلك الحارسُ بالجوار ؟
بيني وبين حارسي جدار
وفتحة في ذلك الجدار
يرى الظلام من ورائها و ارقب النهار
لحارسي ولي أنا صغار
وزوجة ودار
لكنه مثلي هنا، جاء به وجاء بي قرار
وبيننا الجدار
يوشك أن ينهار
حدثني الجدار
فقال لي : إ نّ ترثي له
قد جاء باختيارهِ
وجئت بالإجبار
وقبل ا ن ينهار فيما بيننا
حدثني عن أسدٍ
سجانهُ حمار


فـصـيحـنـا
فصيحنا ببغاء
قوينا مومياء
ذكينا يشمت فيه الغباء
ووضعنا يضحك منه البكاء ،
تسممت أنفاسنا حتى نسينا الهواء
وامتزج الخزي بنا حتى كرهنا الحياء ،
يا أرضنا، يا مهبط الأنبياء
قد كان يكفي واحد لو لم نكن أغبياء
يا أرضنا ، ضاع رجاء الرجاء
فينا ومات الإباء
يا أرضنا ، لا تطلبي من ذلنا كبرياء ،
قومي ا حبلي ثانية ، وكشفي عن رجل لهؤلاء النساء

زنـزانـة
صدري أنا زنزانة قضبانها ضلوعي
يدهمها المخبر بالهلوع
يقيس فيها نسبة النقاء في الهواء ،
ونسبة الحمرة في دمائي
وبعدما يرى الدخان ساكنا في رئتي، والدم في قلبي كالدموع ،
يلومني لأنني مبذر في نعمة الخضوع
شكرا طويل العمر إذ أطلت عمر جوعي ،
لو لم تمت كل كريات دمي الحمراء، من قلة الغذاء ،
لانـتـشـل المخبر شيئا من دمي ثم ادعى بأنني شيوعي


كلمات فوق الخرائـب
قفوا حول بيروت صلوا على روحها واندبوها
وشدوا اللحى وانتفوها
لكي لا تثيروا الشكوك
وسلوا سيوف السباب لمن قيدوها
ومن ضاجعوها
ومن أحرقوها
لكي لا تثيروا الشكوك
ورصوا الصكوك
على النار كي تطفئوها
ولكن خيط الدخان سيصرخ فيكم : دعوها
ويكتب فوق الخرائب
إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها




اللـغـز
قالت أمي مرة
يا أولادي عندي لغز من منكم يكشف لي سره
تابوت قشرته حلوى
ساكنة خشب والقشرة
قالت أختي: التمرة
حضنتها أمي ضاحكة لكني خـنـقـتـني العبرة
قلت لها : بل تلك بلادي




بيت وعشرون راية

أسرتنا بالغة الكرم
تحت ثراها غنم حلوبة، وفوقه غنم
تأكل من أثدائها وتشرب الألم
لكي تفوز با لرضى من عمنا صنم
أسرتنا فريدة القيم
وجودها عدم
جحورها قمم
لآتها نعم
والكل فيها سادة لكنهم خدم
أسرنا مؤمنة تطيل من ركوعها، تطيل من سجودها
وتطلب النصر على عدوها من هيئة الأمم
أسرتنا واحدة تجمعها أصالة، ولهجة، ودم
وبيتنا عشرون غرفة به ، لكن كل غرفة من فوقها علم
يقول إن دخلت في غرفتنا فأنت متهم
أسرتنا كبيرة ، وليس من عافية أن يكبر الورم

شـروطـ الاسـتـيـقـاظ
أيقظُوني عندما يمتلكُ الشعبُ زِمامَهْ

عندما ينبسِطُ العدلُ بلا حَدٍّ أمامهْ

عندما ينطقُ بالحقِ ولا يَخشى المَلامَةْ

عندما لا يستحي منْ لُبْسِ ثوبِ ألا ستقامةْ
ويرى كلَ كُنوزِ الأرضِ
لا تَعْدِلُ في الميزانِ مثقالَ كَرامهْ

سوفَ تستيقظُ .. لكنْ

ما الذي يَدعوكَ للنَّومِ إلى يومِ القِيامَةْ ؟




جُرأة



قلتُ للحاكمِ : هل أنتَ الذي أنجبتنا ؟

قال : لا .. لستُ أنا

قلتُ : هلْ صيَّركَ اللهُ إلهاً فوقنا ؟

قال : حاشا ربنا

قلتُ : هلْ نحنُ طلبنا منكَ أنْ تحكمنا ؟

قال : كلا

قلت : هلْ كانت لنا عشرة أوطانٍ

وفيها وطنٌ مُستعملٌ زادَ عنْ حاجتنا

فوهبنا لكَ هذا ا لوطنا ؟

قال : لم يحدثْ ، ولا أحسبُ هذا مُمكنا

قلتُ : هل أقرضتنا شيئاً

على أن تخسفَ الأرضَ بنا

إنْ لمْ نُسدد دَينَنَا ؟

قال : كلا

قلتُ : مادمتَ إذن لستَ إلهاً أو أبا

أو حاكماً مُنتخبا

أو مالكاً أو دائناً

فلماذا لمْ تَزلْ يا ابنَ ا لكذ ا تركبنا ؟؟

… وانتهى الحُلمُ هنا

أيقظتني طرقاتٌ فوقَ بابي

افتحِ البابَ لنا يا ابنَ ا لزنى

افتحِ البابَ لنا

إنَّ في بيتكَ حُلماً خائنا




تقويم إجمالي


سألت أستاذ أخي

عن وضعه المفصّل

فقال لي: لا تسألْ

أخوك هذا فطحلْ

حضوره منتظم

سلوكه محترم

تفكيره مسلسلْ

لسانه يدور مثل مغزلْ

و عقله يعدل ألف محمل

ناهيك عن تحصيله

ماذا أقول ؟ كاملٌ

كلاّ… أخوك أكمل

ترتيبه، يا سيدي، يجيء قبل الأول

و عنده معدّلٌ أعلى من المعدل

لو شئتها بالمجمل

أخوك هذا يا أخي ليس له

مستقبل




يـقـظـة

صباح هذا اليوم

أيقظني منبه الساعة

وقال لي : يا بن العرب

قد حان وقت النوم





الصدى
صرخت : لا

من شدة الألم

لكن صدى صوتي

خاف من الموت

فارتد لي : نعم



خطاب تاريخي

رأيت جرذاً

يخطب اليوم عن النظافة

وينذر الأوساخ بالعقاب

وحوله

يصفق الذباب




الحل


أنا لو كنت رئيساً عربيا

لحللت المشكلة

و أرحت الشعب مما أثقله

أنا لو كنت رئيساً

لدعوت الرؤساء

و لألقيت خطاباً موجزاً

عما يعاني شعبنا منه

و عن سر العناء

و لقاطعت جميع الأسئلة

و قرأت البسملة

و عليهم و على نفسي قذفت القنبلة




احتمالات
ربما الماء يروب

ربما الزيت يذوب

ربما يحمل ماء في ثقوب

ربما الزاني يتوب

ربما تطلع شمس الضحى من صوب الغروب

ربما يبرأ شيطان،فيعفو عنه غفار الذنوب

.إنما لا يبرأ الحكام في كل بلاد العرب من ذنب الشعوب




صـورة

لو ينظر الحاكم في المرآة

لمات

وعنده عذر إذا لم يستطع

تحمل المأ ساه!





تـفـاهـم

علاقتي بحاكمي

ليس لها نظير

تبدأ تم تنتهي

براحة الضمير

متفقان دائماً

لكننا

لو وقع الخلاف فيما بيننا

نحسمه في جدل قصير

أنا أقول كلمة

وهو يقول كلمة

وإنه من بعد أن يقولها

يسير

وإنني من بعد أن أقولها

أسير

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزيت كلّ الخير على تضمين درر أحمد مطر في مدونتِك الذهبية ..

وأودّ أن أسألك عن اسماء دواوين الشاعر أحمد مطر وأماكن بيعها؟

وكيفية التواصُل معه ؟

رجاءً أن تفيدني مما حباكَـ الله من علمٍ أخي العزيز

:. رامي .: المفضَال ..

ولكَـ جزيل الشكر ..

أخوكَـ :. يراعٌ نابض

رامى حسين يقول...

الشكر لك أخى الكريم على هذه الكلمات ,,

أتمنى أن يفيدك هذا الديوان
http://www.mediafire.com/?vaolz7dflzz6j5y
وهو ما لدى وما أعرف ,,

إرسال تعليق