نحن نتبادل الكلمات والحروف والعبارات كوسائل للتعبير عن المعانى ..
وكأدوات لكشف كوامن النفوس ..
ونتصور ان الحروف يمكن أن تقوم بذاتها كبدائل للمشاعر ..
ويمكن أن تدل بصدق على ذواتنا ومكنوناتنا ..
والحقيقة أن الحروف تحجب ولا تكشف ..
وتضلل ولا تدلل .. وتشوه ولا توضح ..
وهى أدوات إلتباس أكثر منها أدوات تحديد ..
يقول الحبيب لحبيبته : أحبك ..
وهو يقصد بذلك التعبير عن حالة وجدانية خاصة جدا وذاتية وجديدة عليه ..
فلا يجد إلا كلمة تصرخ من كثرة الإستعمال ..
كلمة أصبحت ماركة مسجلة ..
ولكنه لا يجد غيرها ..
فإذا حاول أن يستخرج من قاموس الحروف ومعجم العبارات كلمات أخرى ..
فإنه لا يجد إلا المجاز والإستعارة والبيان والبديع وضرب الأمثلة ..
فيقول لحبيبته أنه يحبها كما تحب الوردة ندى الفجر ..
أو كما تحب ظلمة الليل شعاع الليل ..
أو كما تحب العصافير أعشاشها ..
وهو كلام يترجم الحالة الخاصة الفريدة إلى سلسلة من البدائل المزورة ..
ويحول الشعور البكر إلى ثرثرة لا تدل على شىء ..
ولو أنه صمت لكان صمته أبلغ ..
وللصمت المفعم بالشعور حكم أقوى من الكلمات ..
وله إشعاع وله قدرته الخاصة على الفعل والتأثير ..
المحب الصامت يستطيع أن ينقل لغته وحبه إلى الآخر ..
إذا كان الآخر على نفس المستوى من رهافة الحس ..
وإذا كان هو الآخر قادرا على السمع بلا أذن والكلام بلا نطق ...
والإنسان معجزة المخلوقات ..
هو عقل وروح ووجدان ..
وهو يستطيع أن يتكلم بلا نطق .. ويسمع بلا أذن .. ويرى بلا عيون ..
ونحن نرى فى الحلم بلا عيون ونسمع بلا آذان ونجرى بلا سيقان ..
اللهم اجعل لى صمت الجبل ..
يحمل فى أحشائه البركان وهو صامت ..
ويحمل فى باطنه الزلزال وهو هادىء ..
ويحمل فى جوفه الذهب والماس ويبدو متواضعا ..
اللهم اجعل مكالماتى معك وحدك ..
فأنت وحدك الذى تعلم ولا تظلم ولا تضيع عندك المحبة .
هناك تعليق واحد:
اللهم اجعل لى صمت الجبل ..
يحمل فى أحشائه البركان وهو صامت ..
ويحمل فى باطنه الزلزال وهو هادىء ..
ويحمل فى جوفه الذهب والماس ويبدو متواضعا ..
اللهم اجعل مكالماتى معك وحدك ..
فأنت وحدك الذى تعلم ولا تظلم ولا تضيع عندك المحبة .
إرسال تعليق